١٩ - ﴿ والله جعل لكم الأرض بساطا ﴾ أي فرشها وبسطها لكم تتقلبون عليها تقلبكم على بسطكم في بيوتكم
٢٠ - ﴿ لتسلكوا منها سبلا فجاجا ﴾ أي طرقا واسعة والفجاج جمع فج وهو الطريق الواسع كذا قال الفراء وغيره وقيل الفج : المسلك بين الجبلين وقد مضى تحقيق هذا في سورة الأنبياء وفي سورة الحج مستوفى
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ جعلوا أصابعهم في آذانهم ﴾ قال : لئلا يسمعوا ما يقول ﴿ واستغشوا ثيابهم ﴾ قال : ليتنكروا فلا يعرفهم ﴿ واستكبروا استكبارا ﴾ قال : تركوا التوبة وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عنه ﴿ واستغشوا ثيابهم ﴾ قال : غطوا وجوههم لئلا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبيهقي في الشعب عنه أيضا في قوله :﴿ ما لكم لا ترجون لله وقارا ﴾ قال : لا تعلمون لله عظمة وأخرج ابن جرير والبيهقي عنه أيضا ﴿ وقارا ﴾ قال عظمة وفي قوله :﴿ وقد خلقكم أطوارا ﴾ قال : نطفة ثم علقة ثم مضغة وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : لا تخشون له عقابا ولا ترجون له ثوابا وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن علي بن أبي طالب [ أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى ناسا يغتسلون عراة ليس عليهم أزر فوقف فنادى بأعلى صوته ﴿ ما لكم لا ترجون لله وقارا ﴾ ] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو قال : الشمس والقمر وجوههما قبل السماء وأقفيتهما قبل الأرض وأنا أقرأ بذلك عليكم أن من كتاب الله ﴿ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ﴾ وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمر قال : تضيء لأهل السموات كما تضيء لأهل الأرض وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال : احتمع عبد الله بن عمرو بن العاص وكعب الأحبار وقد كان بينهما بعض العتب فتعاتبا فذهب ذلك فقال عبد الله بن عمرو لكعب : سلني عما شئت فلا تسألني عن شيء إلا أخبرتك بتصديق قولي من القرآن فقال له : أرأيت ضوء الشمس والقمر أهو في السموات السبع كما هو في الأرض ؟ قال نعم : ألم تروا إلى قول الله :﴿ خلق الله سبع سماوات طباقا * وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ﴾ وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه عن ابن عباس ﴿ وجعل القمر فيهن نورا ﴾ قال : وجهه في السماء إلى العرش وقفاه إلى الأرض وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي عن أبي صالح عنه ﴿ وجعل القمر فيهن نورا ﴾ قال : خلق حين خلقهن ضياء لأهل الأرض وليس في السماء من ضوئه شيء وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا ﴿ سبلا فجاجا ﴾ قال : طرقا مختلفة


الصفحة التالية
Icon