٤٣ - ﴿ قالوا لم نك من المصلين ﴾ أي من المؤمنين الذين يصلون لله في الدنيا
٤٥ - ﴿ وكنا نخوض مع الخائضين ﴾ أي نخالط أهل الباطل في باطلهم قال قتادة : كلما غوى غاو غوينا معه وقال السدي : كنا نكذب مع المكذبين وقال ابن زيد : نخوض مع الخائضين في أمر محمد صلى الله عليه و سلم وهو قولهم كاذب مجنون ساحر شاعر
٤٦ - ﴿ وكنا نكذب بيوم الدين ﴾ أي بيوم الجزاء والحساب
٤٧ - ﴿ حتى أتانا اليقين ﴾ وهو الموت كما في قوله :﴿ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾
٤٨ - ﴿ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ﴾ أي شفاعة الملائكة والنبيين كما تنفع الصالحين
٤٩ - ﴿ فما لهم عن التذكرة معرضين ﴾ التذكرة التذكير بمواعظ القرآن والفاء لترتيب إنكار إعراضهم عن التذكرة على ما قبله من موجبات الإقبال عليها وانتصاب معرضين على الحال من الضمير في متعلق الجار والمجرور : أي أي شيء حصل لهم حال كونهم معرضين عن القرآن الذي هو مشتمل على التذكرة الكبرى والموعظة العظمى
ثم شببهم في نفورهم عن القرآن بالحمر فقال : ٥٠ ﴿ كأنهم حمر مستنفرة ﴾ والجملة حال من الضمير في معرضين على التداخل ومعنى مستنفرة نافرة يقال نفر واستنفر مثل عجب واستعجب والمراد الحمر والوحشية قرأ الجمهور ﴿ مستنفرة ﴾ بكسر الفاء : أن نافرة وقرأ نافع وابن عامر بفتحها : أي منفرة مذعورة واختار القراءة الثاينة أبو حاتم وأبو عبيد قال في الكشاف : المستنفرة الشديدة النفار كأنها تطلب النفار من نفوسها في جمعها له وحملها عليه
٥١ - ﴿ فرت من قسورة ﴾ أي من رماة يرمونها والقسورة الرامي وجمعه قسورة قاله سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة وابن كيسان وقيل هو الأسد قاله عطاء والكلبي قال ابن عرفة : من القسر بمعنى القهر لأنه يقهر السباع وقيل القسورة أصوات الناس وقيل القسورة بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة الرماة وقال ابن الأعرابي : القسورة أول الليل : أي فرت من ظلمة الليل وبه قال عكرمة والأول أولى وكل شديد عند العرب فهو قسورة ومنه قول الشاعر :
( يا بنت كوني خيرة لخيره... أخوالها الحي وأهل القسورة )
ومنه قول لبيد :
( إذا ما هتفنا هتفة في ندينا... أتانا الرجال العابدون القساور )
ومن إطلاقه على الأسد قول الشاعر :
( مضمر... تحذره الأبطال كأنه القسور الرهال )