٥ - ﴿ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ﴾ هو عطف على أيحسب إما على أنه استفهام مثله وأضرب عن التوبيخ بذلك إلى التوبيخ بهذا أو على أنه إيجاب انتقل إليه من الاستفهام والمعنى : بل يريد الإنسان أن يقدم فجوره فيما بين يديه من الأوقات وما يستقبله من الزمان فيقدم الذنب ويؤخر التوبة قال ابن الأنباري : يريد أن يفجر ما امتد عمره وليس في نيته أن يرجع عن ذنب يرتكبه قال مجاهد والحسن وعكرمة والسدي وسعيد بن جبير : يقول سوف أتوب ولا يتوب حتى يأتيه الموت وهو على أشر أحواله قال الضحاك : هو الأمل يقول سوف أعيش وأصيب من الدنيا ولا يذكر الموت والفجور أصله الميل عن الحق فيصدق على كل من مال عن الحق بقول أو فعل ومنه قول الشاعر :
( أقسم بالله أبو حفص عمر )
( ما مسها من نقب ولا دبر )
( اغفر له اللهم إن كان فجر )
وجملة ٦ - ﴿ يسأل أيان يوم القيامة ﴾ مستأنفة لبيان معنى يفجر والمعنى : يسأل متى يوم القيامة سؤال استبعاد واستهزاء
٧ - ﴿ فإذا برق البصر ﴾ أي فزع وتحير من برق الرجل : إذا نظر إلى البرق فدهش بصره قرأ الجمهور ﴿ برق ﴾ بكسر الراء قال أبو عمرو بن العلاء والزجاج وغيرهما المعنى تحير فلم يطرف ومنه قول ذي الرمة :

( ولو أن لقمان الحكيم تعرضت لعيني مي بسافرا كاد يبرق )
وقال الخليل والفراء : برق بالكسر : فزع وبهت وتحير والعرب تقول الإنسان المبهوت : قد برق فهو [ بارق ] وأنشد الفراء :
( ونفسك فانع ولا تنعني وداو الكلوم ولا تبرق )
أي لا تفزع من كثرة الكلوم التي بك وقرأ نافع وأبان عن عاصم ﴿ برق ﴾ بفتح الراء : أي لمع بصره من شدة شخوصه للموت قال مجاهد وغيره : هذا عند الموت وقيل برق يبرق شق عينيه وفتحهما وقال أبو عبيدة : فتح الراء وكسرها لغتان بمعنى


الصفحة التالية
Icon