٨ - ﴿ وخسف القمر ﴾ قرأ الجمهور ﴿ خسف ﴾ بفتح الخاء والسين مبنيا للفاعل وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى والأعرج وابن أبي عبلة وأبو حيوة بضم الخاء وكسر السين مبنيا للمفعول ومعنى خسف القمر : ذهب ضوءه ولا يعود كما يعود إذا خسف في الدنيا ويقال خسف : إذا ذهب جميع ضوئه وكسف : إذا ذهب بعض ضوئه
٩ - ﴿ وجمع الشمس والقمر ﴾ أي ذهب ضوءهما جميعا ولم يقل جمعت لأن التأنيث مجازي قاله المبرد وقال أبو عبيدة : هو لتغليب المذكر على المؤنث وقال الكسائي : حمل على معنى جمع النيران وقال الزجاج والفراء : ولم يقل جمعت لأن المعنى بينهما في ذهاب نورهما وقيل جمع بينهما في طلوعهما من الغرب أسودين مكورين مظلمين قال عطاء : يجمع بينهما يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكونان نار الله الكبرى وقيل تجمع الشمس والقمر فلا يكون هناك تعاقب ليل ونهار وقرأ ابن مسعود وجمع بين الشمس والقمر
١٠ - ﴿ يقول الإنسان يومئذ أين المفر ﴾ أي يقول عند وقوع هذه الأمور أين المفر : أي الفرار والمفر مصدر بمعنى الفرار قال الفراء : يجوز أن يكون موضع الفرار ومنه قول الشاعر :

( أين المفر والكباش تنتطح وكل كبش فر منها يفتضح )
قال الماوردي : يحتمل وجهين : أحدهما أين المفر من الله سبحانه استحياء منه والثاني أين المفر من جهنم حذرا منها قرأ الجمهور ﴿ أين المفر ﴾ بفتح الميم والفاء مصدرا كما تقدم وقرأ ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة بفتح الميم وكسر الفاء على أنه اسم مكان : أي أين مكان الفرار وقال الكسائي : هما لغتان مثل مدب ومدب ومصح ومصح وقرأ الزهري بكسر الميم وفتح الفاء على أن المراد به الإنسان الجيد الفرار ومنه قول امرئ القيس :
( مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل )
أي جيد الفر والكر


الصفحة التالية
Icon