قوله : ٢٦ - ﴿ كلا ﴾ ردع وزجر : أي بعيد أن يؤمن الكافر بيوم القيامة ثم استأنف فقال :﴿ إذا بلغت التراقي ﴾ أي بلغت النفس أو الروح التراقي وهي جمع ترقوة وهي عظيم بين ثغرة النحر والعاتق ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشفاء على الموت ومثله قوله :﴿ فلولا إذا بلغت الحلقوم ﴾ وقيل معنى كلا حقا : أي حقا أن المساق إلى الله إذا بلغت التراقي والمقصود تذكيرهم شدة الحال عند نزول الموت قال دريد بن الصمة :


٢٧ -﴿ وقيل من راق ﴾ أي قال من حضر صاحبها من يرقيه ويشتفي برقيته ؟ قال قتادة : التمسوا له الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئا وبه قال أبو قلابة ومنه قول الشاعر :
( ورب كريهة دافعت عنها وقد بلغت نفوسهم التراقي )
( هل للفتى من بنات الموت من واقي أم هل له من حمام الموت من راقي )
وقال أبو الجوزاء : هو من رقي يرقى إذا صعد والمعنى : من يرقى بروحه إلى السماء [ أملائكة ] الرحمة أم ملائكة العذاب ؟ وقيل إنه يقول ذلك ملك الموت وذلك أن نفس الكافر تكره الملائكة قربها
٢٨ - ﴿ وظن أنه الفراق ﴾ أي وأيقن الذي بلغت روحه الترقي أنه الفراق من الدنيا ومن الأهل والمال والولد
٢٩ - ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ أي التفت ساقه بساقه عند نزول الموت به وقال جمهور المفسرين : المعنى تتابعت عليه الشدائد وقال الحسن : هما ساقاه إذا التفتا في الكفن وقال زيد بن أسلم : التفت ساق الكفن بساق الميت وقيل ماتت رجلاه ويبست ساقاه ولم تحملاه وقد كان جوالا عليهما وقال الضحاك : اجتمع عليه أمران شديدان : الناس يجهزون جسده والملائكة يجهزون روحه وبه قال ابن زيد والعرب لا تذكر الساق إلا في الشدائد الكبار والمحن العظام ومنه قولهم : قامت الحرب على ساق وقيل الساق الأول تعذيب روحه عند خروج نفسه والساق الآخر شدة البعث وما بعده
٣٠ - ﴿ إلى ربك يومئذ المساق ﴾ أي إلى خالقك يوم القيامة المرجع وذلك جمع العباد إلى الله يساقون إليه


الصفحة التالية
Icon