٢ - ﴿ فالعاصفات عصفا ﴾ وهي الرياح الشديدة الهبوب قال القرطبي بغير اختلاف : يقال عصف بالشيء : إذا أباده وأهلكه وناقة عصوف : أي تعصف براكبها فتمضي كأنها ريح في السرعة ويقال عصفت الحرب بالقوم إذا ذهبت بهم وقيل هي الملائكة الموكلون بالرياح يعصفون بها وقيل يعصفون بروح الكافر وقيل هي الآيات المهلكة كالزلازل ونحوها
٣ - ﴿ والناشرات نشرا ﴾ يعني الرياح تأتي بالمطر وهي تنشر السحاب نشرا أو الملائكة الموكلون بالسحاب ينشرونها أو ينشرون أجنحتهم في الجو عند النزول بالوحي أو هي الأمطار لأنها تنشر النبات وقال الضحاك : يريد ما ينشر من الكتب وأعمال بني آدم وقال الربيع : إنه البعث للقيامة بنشر الأرواح وجاء بالواو هنا لأنه استئناف قسم آخر
٤ - ﴿ فالفارقات فرقا ﴾ يعني الملائكة تأتي بما يفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام وقال مجاهد : هي الريح تفرق بين السحاب فتبدده وروي عنه أنها آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل وقيل هي الرسل فرقوا ما بين ما أمر الله به ونهى عنه
وبه قال الحسن : ٥ - ﴿ فالملقيات ذكرا ﴾ هي الملائكة قال القرطبي بإجماع : أي تلقي الوحي إلى الأنبياء وقيل هو جبريل وسمي باسم الجمع تعظيما له وقيل هي الرسل يلقون إلى أممهم ما أنزل الله عليهم قال قطرب قرأ الجمهور ﴿ فالملقيات ﴾ بسكون اللام وتخفيف القاف اسم فاعل وقرأ ابن عباس بفتح اللام وتشديد القاف من التلقية وهي إيصال الكلام إلى المخاطب والرجح أن الثلاثة الأول للرياح والرابع والخامس للملائكة وهو الذي اختاره الزجاج والقاضي وغيرهما


الصفحة التالية
Icon