٦ - ﴿ عذرا أو نذرا ﴾ انتصابهما على البدل من ذكرا أو على المفعولية والعامل فيهما المصدر المنون كما في قوله :﴿ أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ﴾ أو على المفعول لأجله : أي للإعذار والإنذار أو على الحال بالتأويل المعروف : أي معذرين أو منذرين قرأ الجمهور بإسكان الذال فيهما وقرأ زيد بن ثابت وابنه خارجة بن زيد وطلحة بضمهما وقرأ الحرميان وابن عامر وأبو بكر بسكونها في عذرا وضمها في نذرا وقرأ الجمهور ﴿ عذرا أو نذرا ﴾ على العطف بأو وقرأ إبراهيم التيمي وقتادة على العطف بالواو بدون ألف والمعنى : أن الملائكة تلقي الوحي إعذارا من الله إلى خلقه وإنذارا من عذابه كذا قال الفراء وقيل عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين قال أبو علي الفارسي : يجوز أن يكون العذر والنذر بالتثقيل جمع عاذر وناذر كقوله :﴿ هذا نذير من النذر الأولى ﴾ فيكون نصبا على الحال من الإلقاء : أي يلقون الذكر في حال العذر والإنذار أو مفعولان لذكرا : أي تذكر عذرا أو نذرا قال المبرد : هما بالتثقيل جمع والواحد عذير ونذير
ثم ذكر سبحانه جواب القسم فقال : ٧ - ﴿ إنما توعدون لواقع ﴾ أي إن الذي توعدونه من مجيء الساعة والبعث كائن لا محالة
ثم بين سبحانه متى يقع ذلك فقال : ٨ - ﴿ فإذا النجوم طمست ﴾ أي محي نورها وذهب ضوءها يقال طمس الشيء : إذا درس وذهب أثره
٩ - ﴿ وإذا السماء فرجت ﴾ أي فتحت وشقت ومثله قوله :﴿ وفتحت السماء فكانت أبوابا ﴾
١٠ - ﴿ وإذا الجبال نسفت ﴾ أي قلعت من مكانها بسرعة يقال نسفت الشيء وأنسفته : إذا أخذته بسرعة وقال الكلبي : سويت بالأرض والعرب تقول : نسفت الناقة الكلأ : إذا رعته وقيل جعلت كالحب الذي ينسف بالمنسف ومنه قوله :﴿ وبست الجبال بسا ﴾ والأول أولى قال المبرد : نسفت قلعت من مواضعها
١١ - ﴿ وإذا الرسل أقتت ﴾ الهمزة في أقتت بدل من الواو المضمومة وكل واو انضمت وكانت ضمتها لازمة يجوز إبدالها بالهمزة وقد قرأ بالواو أبو عمرو وشيبة والأعرج وقرأ الباقون بالهمزة والوقت : الأجل الذي يكون عنده الشيء المؤخر إليه والمعنى : جعل لها وقت للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم كما في قوله سبحانه ﴿ يوم يجمع الله الرسل ﴾ وقيل هذا في الدنيا : أي جمعت الرسل لميقاتها الذي ضرب بها في إنزال العذاب بمن كذبها والأول أولى قال أبو علي الفارسي : أي جعل يوم الدين والفصل لها وقتا وقيل أقتت : أرسلت لأوقات معلومة على ما علم الله به