١٢ - ﴿ لأي يوم أجلت ﴾ هذا الاستفهام للتعظيم والتعجيب : أي لأي يوم عظيم يعجب العباد منه لشدته ومزيد أهواله ضرب لهم الأجل لجمعهم والجملة مقول قول مقدر هو جواب لإذا أو في محل نصب على الحال من الضمير في أقتت قال الزجاج : المراد بهذا التأقيت تبيين الوقت الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم
ثم بين هذا اليوم فقال : ١٣ - ﴿ ليوم الفصل ﴾ قال قتادة : يفصل فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة والنار
ثم عظم ذلك اليوم فقال : ١٤ - ﴿ وما أدراك ما يوم الفصل ﴾ أي وما أعلمك بيوم الفصل يعني أنه أمر بديع هائل لا يقادر قدره وما مبتدأ وأرادك خبره أو العكس كما اختاره سيبويه
ثم ذكر حال الذين كذبوا بذلك اليوم فقال : ١٥ - ﴿ ويل يومئذ للمكذبين ﴾ أي ويل لهم في ذلك اليوم الهائل وويل أصل مصدر ساد مسد فعله وعدل به إلى الرفع للدلالة على الثبات والويل الهلاك أو هو اسم واد في جهنم وكرر هذه الآية في هذه السورة لأنه قسم الويل بينهم على قدر تكذيبهم فإن لكل مكذب بشيء عذابا سوى تكذيبه بشيء آخر ورب شيء كذب به هو أعظم جرما من التكذيب بغيره فيقسم له من الويل على قدر ذلك التكذيب
ثم ذكر سبحانه ما فعل بالكفار من الأمم الخالية فقال : ١٦ - ﴿ ألم نهلك الأولين ﴾ أخبر سبحانه بإهلاك الكفار من الأمم الماضية من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه و سلم قال مقاتل : يعني بالعذاب في الدنيا حين كذبوا رسلهم
١٧ - ﴿ ثم نتبعهم الآخرين ﴾ يعني كفار مكة ومن وافقهم حين كذبوا محمدا صلى الله عليه و سلم قرأ الجمهور ﴿ نتبعهم ﴾ بالرفع على الاستئناف أي ثم نحن نتبعهم قال أبو البقاء ليس بمعطوف لأن العطف يوجب أن يكون المعنى : أهلكنا الأولين ثم أتبعناهم الآخرين في الإهلاك وليس كذلك لأن إهلاك الآخرين لم يقع بعد ويدل على الرفع قراءة ابن مسعود ثم سنتبعهم وثرأ الأعرج والعباس عن أبي عمرو نتبعهم بالجزم عطفا على نهلك قال شهاب الدين : على جعل الفعل معطوفا على مجموع الجملة من قوله : ألم نهلك
١٨ - ﴿ كذلك نفعل بالمجرمين ﴾ أي مثل ذلك الفعل الفظيع نفعل بهم يريد من يهلكه فيما بعد والكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف : أي مثل ذلك الإهلاك نفعل بكل مشرك إما في الدنيا أو في الآخرة


الصفحة التالية
Icon