٣١ - ﴿ أخرج منها ماءها ومرعاها ﴾ أي فجر من الأرض الأنهار والبحار والعيون وأخرج منها مرعاها : أي النبات الذي يرعى ومرعاها مصدر ميمي : أي رعيها وهو في الأصل موضع الرعي والجملة إما بيان وتفسير لدحاها لأن السكنى لا تتأتى بمجرد البسط بل لا بد من تسوية أمر المعاش من المأكل والمشرب وإما في محل نصب على الحال
٣٢ - ﴿ والجبال أرساها ﴾ أي أثبتها في الأرض وجعلها كالأوتاد للأرض لتثبت وتستقر وأن لا تميد بأهلها قرأ الجمهور بنصب ﴿ الجبال ﴾ على الاشتغال وقرأ الحسن وعمرو بن ميمون وأبو حيوة وأبو السمكا وعمرو بن عبيد ونصر بن عاصم بالرفع على الابتداء وقيل ولعل وجه تقديم ذكر إخراج الماء والمرعى على إرسال الجبال مع تقدم الإرساء عليه للاهتمام بأمر المأكل والمشرب
٣٣ - ﴿ متاعا لكم ولأنعامكم ﴾ أي منفعة لكم ولأنعامكم من البقر والإبل والغنم وانتصاب متاعا على المصدرية : أي متعكم بذلك متاعا أو هو مصدر من غير لفظه لأن قوله :﴿ أخرج منها ماءها ومرعاها ﴾ بمعنى متع بذلك أو على أنه مفعول له : أي فعل ذلك لأجل التمتيع وإنما قال :﴿ لكم ولأنعامكم ﴾ لأن فائدة ما ذكر من الدحو وإخراج الماء والمرعى كائنة لهم ولأنعامهم والمرعى يعم ما يأكله الناس والدواب
٣٤ - ﴿ فإذا جاءت الطامة الكبرى ﴾ أي الداهية العظمى التي تطم على سائر الطامات قال الحسن وغيره : وهي النفخة الثانية وقال الضحاك وغيره : هي القيامة سميت بذلك لأنها تطم على كل شيء لعظم هولها قال المبرد : الطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم : طم الفرس طميما : إذا استفرغ جهده في الجري وطم الماء : إذا ملأ النهر كله وقال غيره : هو من طم السيل الركية : أي دفنها والطم الدفن قال مجاهد وغيره : الطامة الكبرى هي التي تسلم أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار والفاء للدلالة على ترتيب ما بعدها على ما قبلها وجواب إذا قيل هو قوله :﴿ فأما من طغى ﴾ وقيل محذوف : أي فإن الأمر كذلك أو عاينوا أو علمو أو أدخل أهل النار النار وأهل الجنة الجنة


الصفحة التالية
Icon