وقال أبو البقاء : العامل فيها جوابها وهو معنى ٣٥ - ﴿ يوم يتذكر الإنسان ﴾ فإنه منصوب بفعل مضمر : أي أعني يوم يتذكر أو يوم يتذكر يكون كيت وكيت وقيل إن الظرف بدل من إذا وقيل هو بدل من الطامة الكبرى ومعنى تذكر الإنسان ما سعى : أنه يتذكر ما عمله من خير أو شر لأنه يشاهده مدونا في صحائف عمله وما مصدرية أو موصولة
٣٦ - ﴿ وبرزت الجحيم لمن يرى ﴾ معطوف على جاءت ومعنى برزت : أظهرت إظهارا لا يخفى على أحد قال مقاتل : يكشفعنها الغطاء فينظر إليها الخلق وقيل ﴿ لمن يرى ﴾ من الكفار لا من المؤمنين والظاهر أن تبرز لكل راء فأما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه بالسلامة منها وأما الكافر فيزداد غما إلى غمهوحسرى إلى حسرته قرأ الجمهور ﴿ لمن يرى ﴾ بالتحتية وقرأت عائشة ومالك بن دينار وعكرمة وزيد بن علي بالفوقية : أي لمن تراه الجحيم أو لمن تراه أنت يا محمد وقرأ ابن مسعود لمن رأى على صيغة الفعل الماضي
٣٧ - ﴿ فأما من طغى ﴾ أي جاوز الحد في الكفر والمعاصي
٣٨ - ﴿ وآثر الحياة الدنيا ﴾ أي قدمها عن الآخرة ولم يستعد لها ولا عمل عملها
٣٩ - ﴿ فإن الجحيم هي المأوى ﴾ أي مأواه والألف واللام عوض عن المضاف إليه والمعنى : أنها منزله الذي ينزله ومأواه الذي يأوي إليه لا غيرها
ثم ذكر القسم الثاني من القسمين فقال : ٤٠ - ﴿ وأما من خاف مقام ربه ﴾ أي حذر مقامه بين يدي ربه يوم القيامة قال الربيع : مقام يوم الحساب قال قتادة : يقول إن الله عز و جل مقاما قد خافه المؤمنون وقال مجاهد : هو خوفه في الدنيا من الله عز و جل عند مواقعة الذنب فيقلع عنه نظيره قوله :﴿ لمن خاف مقام ربه جنتان ﴾ والأول أولى ﴿ ونهى النفس عن الهوى ﴾ أي زجرها عن الميل إلى المعاصي والمحارم التي تشتهيها قال مقاتل :[ هو ] الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها
٤١ - ﴿ فإن الجنة هي المأوى ﴾ أي المنزل الذي ينزله والمكان الذي يأوي إليه لا غيرها
٤٢ - ﴿ يسألونك عن الساعة أيان مرساها ﴾ أي متى وقوعها وقيامها قال الفراء : أي منتهى قيامها كرسو السفينة قال أبو عبيدة : ومرسى السفينة حين تنتهي والمعنى : يسألونك عن الساعة متى يقيمها [ الله ] وقد مضى بيان هذا في سورة الأعراف
٤٣ - ﴿ فيم أنت من ذكراها ﴾ أي في أي شيء أنت يا محمد من ذكر القيامة والسؤال عنها والمعنى : لست في شيء من علمها وذكراها إنما يعلمها الله سبحانه وهو إنكار ورد لسؤال المشركين عنها : أي فيم أنت من ذلك حتى يسألونك عنه ولست تعلمه