٢٢ - ﴿ ثم إذا شاء أنشره ﴾ أي ثم إذا شاء إنشاره أنشره : أي أحياه بعد موته وعلق الإنشار بالمشيئة للدلالة على أن وقته غير متعين بل هو تابع للمشيئة قرأ الجمهور ﴿ أنشره ﴾ بالألف وروى أبو حيوة عن نافع وشعيب بن أبي حمزة نشره بغير ألف وهما لغتان فصيحتان
٢٣ - ﴿ كلا لما يقض ما أمره ﴾ كلا ردع وزجر للإنسان الكافر : أي ليس الأمر كما يقول ومعنى : لما يقض ما أمره لم يقض ما أمره الله به من العمل بطاعته واجتناب معاصيه وقيل المراد الإنسان على العموم وأنه لم يفعل ما أمره الله به مع طول المدة لأنه لا يخلو من تقصير قال الحسن : أي حقا لم يعمل ما أمر به قال ابن فورك : أي كلا لما يقض لهذا الكافر ما أمره به من الإيمان بل أمره بما لم يقض له قال ابن الأنباري : الوقف على كلا قبيح والوقف على أمره جيد وكلا على هذا بمعنى حقا وقيل المعنى : لما يقض جميع أفراد الإنسان ما أمره بل أخل به : بعضها بالكفر وبعضها بالعصيان وما قضى ما أمره الله إلا القليل
ثم شرع سبحانه في تعداد نعمه على عباده ليشكروها وينزجروا عن كفرانها بعد ذكر النعم المتعلقة بحدوثه فقال : ٢٤ - ﴿ فلينظر الإنسان إلى طعامه ﴾ أي ينظر كيف خلق الله طعامه الذي جعله سببا لحياته ؟ وكيف هيأ له أسباب المعاش يستعد بها للسعادة الأخروية ؟ قال مجاهد : معناه فلينظر الإنسان إلى طعامه : أي إلى مدخله ومخرجه والأول أولى
ثم بين ذلك سبحانه فقال : ٢٥ - ﴿ أنا صببنا الماء صبا ﴾ قرأ الجمهور ﴿ إنا ﴾ بالكسر على الاستئناف وقرأ الكوفيون ورويس عن يعقوب بالفتح على أنه بدل من طعامه بدل اشتمال لكون نزول المطر سببا لحصول الطعام فهو كالمشتمل عليه أو بتقدير لام العلة قال الزجاج : الكسر على الابتداء والاستئناف والفتح على معنى البدل من الطعام المعنى : فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبا وأراد بصب الماء المطر وقرأ الحسن بن علي بالفتح والإمالة
٢٦ - ﴿ ثم شققنا الأرض شقا ﴾ أي شققناها بالنبات الخارج منها بسبب نزول المطر شقا بديعا بما يخرج منه في الصغر والكبر والشكل والهيئة
ثم بين سبب هذا الشق وما وقع لأجله فقال ٢٧ - ﴿ فأنبتنا فيها حبا ﴾ يعني الحبوب الذي يتغذى بها والمعنى : أن النبات لا يزال ينمو ويتزايد إلى أن يصير حبا


الصفحة التالية
Icon