وقوله : ٢٨ - ﴿ وعنبا ﴾ معطوف على حبا : أي وأنبتنا فيها عنبا قيل وليس من لوازم العطف أن يقيد المعطوف بجميع ما قيد به المعطوف عليه فلا ضير في خلو إنبات العنب عن شق الأرض والقضب : هو القت الرطب الذي يقضب مرة بعد أخرى تعلق به الدواب ولهذا سمي قضبا على مصدر قضبه : أي قطعه كأنه لتكرر قطعها نفس القطع قال الخليل : القضب الفصفصة الرطبة فإذا يبست فهي القت قال في الصحاح : والقضبة والقضب الرطبة قال : والموضع الذي ينبت فيه مقضبة قال القتيبي وثعلب : وأهل مكة يسمون العنب القضب والزيتون هو ما يعصبر منه الزيت وهو شجرة الزيتون المعروفة والنخل هو جمع نخلة
٢٩ - ﴿ وزيتونا ونخلا ﴾
٣٠ - ﴿ وحدائق غلبا ﴾ جمع حديقة وهي البستان والغلب العظام الغلاظ الرقاب وقال قتادة ومقاتل : الغلب الملتف بعضها ببعض يقال : رجل أغلب : إذا كان عظيم الرقبة ويقال للأسد أغلب لأنه مصمت العنق لا يلتفت إلا جميعا قال العجاج :
( ما زلت يوم البين ألوي صلبي | والرأس حتى صرت مثل الأغلب ) |
( جدنا قيس ونجد دارنا | ولنا الأب بها والمكرع ) |
٣١ - ﴿ وفاكهة وأبا ﴾
٣٢ - ﴿ متاعا لكم ولأنعامكم ﴾
ثم شرع سبحانه في بيان أحوال المعاد فقال : ٣٣ - ﴿ فإذا جاءت الصاخة ﴾ يعني صيحة يوم القيامة وسميت صاخة لشدة صوتها لأنها تصخ الأذان : أي تصمها فلا تسمع وقيل سميت صاخة لأنها يصيخ لها الأسماع من قولك أصاخ إلى كذا أي استمع إليه والأول أصح قال الخليل : الصاخة صيحة تصخ الآذان حتى تصمها بشدة وقعها وأصل الكلمة في اللغة مأخوذة من الصك الشديد يقال صخه بالحجر : إذا صكه بها وجواب إذا محذوف يدل عليه قوله :﴿ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ﴾ أي فإذا جاءت الصاخة اشتغل كل أحد بنفسه
والظرف في قوله : ٣٤ - ﴿ يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه ﴾ إما بدل من إذا جاءت أو منصوب بمقدر : أي أعني ويكون تفسيرا للصاخة أو بدلا منها مبني على الفتح وخص هؤلاء بالذكر لأنهم أخص القرابة وأولادهم بالحنو والرأفة فالفرار منهم لا يكون إلا لهول عظيم وخطب فظيع