١٢ - ﴿ وإذا الجحيم سعرت ﴾ أي أوقدت لأعداء الله إيقادا شديدا قرأ الجمهور ﴿ سعرت ﴾ بالتخفيف وقرأ نافع وابن ذكوان وحفص بالتشديد لأنها أوقدت مرة بعد مرة قال قتادة : سعرها غضب الله وخطايا بني آدم
١٣ - ﴿ وإذا الجنة أزلفت ﴾ أي قربت إلى المتقين وأدنيت منهم قال الحسن : إنهم يقربون منها لا أنها تزول عن موضعها وقال ابن زيد : معنى أزلفت تزينت والأول أولى لأن الزلفى في كلام العرب القرب قيل هذه الأمور الاثنا عشر : ست منها في الدنيا وهي من أول السورة إلى قوله :﴿ وإذا البحار سجرت ﴾ وست في الآخرة وهي ﴿ وإذا النفوس زوجت ﴾ إلى هنا
١٤ - ﴿ علمت نفس ما أحضرت ﴾ على أن المراد الزمان الممتد من الدنيا إلى الآخرة لكن لا بمعنى أنها تعلم ما تعلم في كل جزء من أجزاء هذا الوقت الممتد بل المراد علمت ما أحضرته عند نشر الصحف : يعني ما عملت من خير أو شر ومعنى ما أحضرت : ما أحضرت من أعمالها والمراد حضور صحائف الأعمال أو حضور الأعمال نفسها كما ورد أن الأعمال تصور بصور تدل عليها وتعرف بها وتنكير نفس المفيد لثبوت العلم المذكور لفرد من النفوس أو لبعض منها للإيذان بأن ثبوته لجميع أفرادها من الظهور والوضوح بحيث لا يخفى على أحد ويدل على هذا قوله :﴿ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ﴾ وقيل يجوز أن يكون ذلك للإشعار بأنه إذا علمت حينئذ نفس من النفوس ما أحضرت وجب على كل نفس إصلاح عملها مخافة أن تكون هي تلك التي علمت ما أحضرت فكيف وكل نفس تعلمه على طريقة قولك لمن تنصحه لعلك ستندم على ما فعلت وربما ندم الإنسان على فعله
١٥ - ﴿ فلا أقسم بالخنس ﴾ لا زائدة كما تقدم تحقيقه وتحقيق ما فيه من الأقوال في أول سورة القيامة : أي فأقسم بالخنس وهي الكواكب وسميت الخنس من خنس : إذا تأخر لأنها تخنس بالنهار فتخفى ولا ترى وهي زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد كما ذكره أهل التفسير ووجه تخصيصها بالذكر من بين سائر النجوم أنها تستقبل الشمس وتقطع المجرة وقال في الصحاح : الخنس الكواكب كلها لأنها تخنس في المغيب أو لأنها تخفى نهارا أو يقال هي الكواكب السيارة منها دون الثابتة قال الفراء : إنها الكواكب الخمسة المذكورة لأنها تخنس في مجراها وتكنس : أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار ويقال سميت خنسا لتأخرها لأها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم يقال خنس عنه يخنس خنوسا إذا تأخر وأخنسه غيره : إذا خلفه ومضى عنه والخنس : تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة


الصفحة التالية
Icon