ثم بين سبحانه المطففين من هم ؟ فقال : ٢ - ﴿ الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ﴾ أي يستوفون الاكتيال والأخذ بالكيل قال الفراء : يردي اتكتاروا من الناس وعلى ومن في هذا الموضع يعتقبان يقال اكتلت منك : أي استوفيت منك وتقول اكتلت عليك : أي أخذت ما عليك قال الزجاج : إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل ولم يذكر اتزنوا لأن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع فأحدهما يدل على الآخر قال الواحدي : قال المفسرون : يعني الذي إذا اشتروا لأنفسهم استوفوا في الكيل والوزن وإذا باعوا ووزنوا لغيرهم نقصوا
وهو معنى قوله : ٣ - ﴿ وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ﴾ أي كالوا لهم أو وزنوا لهم فحذفت اللام فتعدى الفعل إلى المفعول فهو من باب الحذف والإيصال ومثله نصحتك ونصحت لك كذا قال الأخفش والكسائي والفراء قال الفراء : وسمعت أعرابية تقول : إذا صدر الناس أتينا التاجر فيكليلنا المد والمدين إلى الموسم المقبل قال : وهو من كلام أهل الحجاز ومن جاورهم من قيس قال الزجاج : لا يجوز الوقف على كالوا حتى يوصل بالضمير ومن الناس من يجعله توكيدا : أي توكيدا : أي توكيدا للضمير المستكن في الفعل فيجيز الوقف على كالوا أو وزنوا قال أبو عبيد : وكان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين ويقف على كالوا أو وزنوا ثم يقول هم يخسرون قال : وأحسب قراءة حمزة كذلك قال أبو عبيد : والاختيار أن يكونا كلمة واحدة من جهتين : إحدهما الخط ولذلك كتبوهما بغير ألف ولو كانتا مقطوعتين لكانتا كالوا أو وزنوا بالألف والأخرى أنه يقال : كلتك ووزنتك بمعنى : كلت لك ووزنت لك وهو كلام عربي كما يقال صدقتك وصدت لك وكسبتك وكسبت لك وشكرتك وشكرت لك ونحو ذلك وقيل هو على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه والمضاف المكيل والموزون : أي وإذا كالوا مكيلهم أو وزنوا موزونهم ومعنى يخسرون : ينقصون كقوله :﴿ ولا تخسروا الميزان ﴾ والعرب تقول : خسرت الميزان وأخسرته