١٨ - ﴿ والقمر إذا اتسق ﴾ أي اجتمع وتكامل قال الفراء : اتساقه امتلاؤه واجتماعه واستواؤه ليلة ثالث عشر ورابع عشر إلى ست عشرة وقد افتعل من الوسق الذي هو الجمع قال الحسن : اتسق امتلأ واجتمع وقال قتادة : استدار يقال وسقته فاتسق كما يقال وصلته فاتصل ويقال أمر فلان متسق : أي مجتمع منتظم ويقال اتسق الشيء : إذا تتابع
١٩ - ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ هذا جواب القسم قرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو ﴿ لتركبن ﴾ بفتح الموحدة على أنه خطاب للواحد وهو النبي صلى الله عليه و سلم أو لكل من يصلح له وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس وأبي العالية ومسروق وأبي وائل ومجاهد والنخعي والشعبي وسعيد بن جبير وقرأ الباقون بضم الموحدة خطالبا للجمع وهم الناس قال الشعبي ومجاهد : لتركبن يا محمد سماء بعد سماء قال الكلبي : يعني تصعد فيها وهذا على القراءة الأولى وقيل درجة بعد درجة ورتبة بعد رتبة في القرب من الله ورفعه المنزلة وقيل المعنى : لتركبن حالا بعد حال كل حالة منها مطابقة لأختها في الشدة وقيل المعنى : لتركبن أيها الإنسان حالا بعد حال من كونك نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم حيا وميتا وغنيا وفقيرا فالخطاب للإنسان المذكور في قوله :﴿ يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا ﴾ واختار أبو عبيد وأبو الحاتم القراءة الثانية قالا : لأن المعنى بالناس أشبه منه بالنبي صلى الله عليه و سلم وقرأ عمر ليركبن بالتحتية وضم الموحدة على الإخبار وروي عنه وعن ابن عباس أنهما قرأ بالغيبة وفتح الموحدة : أي ليركبن الإنسان وروي عن ابن مسعود وابن عباس أنهم قرأ بكسر حرف المضارعة وهي لغة وقرئ بفتح حرف المضارعة وكسر الموحدة على أنه خطاب للنفس وقيل إن معنى الآية : ليركبن القمر أحوالا من سرار واستهلال وهو بعيد قال مقاتل ﴿ طبقا عن طبق ﴾ يعني الموت والحياة وقال عكرمة : رضيع ثم فطيم ثم غلام ثم شاب ثم شيخ ومحل عن طبق النصب على أنه صفة لطبقا أي طبقا مجاوزا لطبق أو على الحال من ضمير لتركبن : أي مجاوزين أو مجاوزا


الصفحة التالية
Icon