٤ - ﴿ والذي أخرج المرعى ﴾ صفة أخرى للرب : أي أنبت العشب وما ترعاه النعم من النبات الأخضر
٥ - ﴿ فجعله غثاء أحوى ﴾ أي فجعله بعد أن كان أخضر غثاء : أي هشيما جافا كالغثاء الذي يكون فوق السبل أحوى : أي أسود بعد اخضراره وذلك أن الكلأ إذا يبس اسود قال قتادة : الغثاء الشيء اليابس ويقال للبقل والحشيش إذا انحطم ويبس غثاء وهشيم قال امرؤ القيس :

( كأن ذرى رأس المجمر غدوة من السيل والأغثاء فلكة مغزل )
وانتصاب غثاء على أنه المفعول الثاني أو على الحال وأوحى صفة له وقال الكسائي : هو حال من المرعى : أي أخرجه أحوى من شدة الخضرة والري ﴿ فجعله غثاء ﴾ بعد ذلك والأحوى مأخوذ من الحوة وهي سواد يضرب إلى الخضرة قال في الصحاح : والحوة سمرة الشفة ومنه قول ذي الرمة :
٦ -﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ أي سنجعلك قائا بأن نلهمك القراءة فلا تنسى ما تقرأه والجملة مستأنفة لبيان هدايته صلى الله عليه و سلم الخاصة به بعد بيان الهداية العامة وهي هدايته صلى الله عليه و سلم لحفظ القرآن قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي لم يفرغ جبريل من آخر الآية حتى يتكلم النبي صلى الله عليه و سلم بأولها مخافة أن ينساها فنزلت ﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾
وقوله : ٧ - ﴿ إلا ما شاء الله ﴾ استثناء مفرغ من أعم المفاعيل : أي لا تنسى مما تقرأه شيئا من الأشياء إلا ما شاء الله أن تنساه قال الفراء : وهو لم يشأ سبحانه أن ينسى محمد صلى الله عليه و سلم شيئا كقوله :﴿ خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ﴾ وقيل إلا ما شاء الله أن تنسى ثم تذكر بعد ذلك فإذن قد نسي ولكنه يتذكر ولا ينسى شيئا نسيانا كليا وقيل بمعنى النسخ : أي إلا ما شاء الله أن ينسخ تلاوته وقيل معنى فلا تنسى : فلا تترك العمل إلا ما شاء الله أن تتركه لنسخه ورفع حكمه وقيل المعنى : إلا ما شاء الله أن يؤخر أنزاله وقيل لا في قوله :﴿ فلا تنسى ﴾ للنهي والألف مزيدة لرعاية الفاصلة كما في قوله :﴿ فأضلونا السبيلا ﴾ يعني فلا تغفل قراءته وتذكره ﴿ إنه يعلم الجهر وما يخفى ﴾ الجملة تعليل لما قبلها : أي يعلم ما ظهر وما بطن والإعلان والإسرار وظاهره العموم فيندرج تحته ما قيل إن الجهر ما حفظه رسول الله صلى الله عليه و سلم من القرآن وما يخفى هو ما نسخ من صدره ويدخل تحته أيضا ما قيل من أن الجهر هو إعلان الصدقة وما يخفى هو إخفاؤها ويدخل تحته أيضا ما قيل إن الجهر جهره صلى الله عليه و سلم بالقرآن مع قراءة جبريل مخافة أن يتفلت عليه وما يخفى : ما في نفسه مما يدعوه إلى الجهر


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
( لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثاث وفي أنيابها شنب )