٨ - ﴿ ونيسرك لليسرى ﴾ معطوف على سنقرئك وما بينهما اعتراض قال مقاتل : أي نهون عليك عمل الجنة وقيل نوفقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل وقيل للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السهلة وقيل نهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعمل به والأولى حمل الآية على العموم : أي نوفقك للطريقة اليسرى في الدين والدنيا في كل أمر من أمورهما التي تتوجه إليك
٩ - ﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ أي عظ يا محمد الناس بما أوحينا إليك وأرشدهم إلى سبل الخير واهدهم إلى شرائع الدين قال الحسن : تذكره للمؤمن وحجة على الكافر قال الواحدي : إن نفعت أو لم تنفع ولم يذكر الحالة الثانية كقوله :﴿ سرابيل تقيكم الحر ﴾ الآية قال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع فالمعنى : إن نفعت الذكرى أو لم تنفع وقيل إنه مخصوص في قوم بأعيانهم وقيل إن بمعنى ما : أي فذكر ما نفعت الذكرى لأن الذكرى نافعة بكل حال وقيل إنها بمعنى قد وقيل إنها بمعنى إذ وما قاله الواحدي والجرجاني أولى وقد سبقهما إلى القول به الفراء والنحاس قال الرازي : إن قوله :﴿ إن نفعت الذكرى ﴾ للتنبيه على أشرف الحالين وهو وجود النفع الذي لأجله شرعت الذكرى والمعلق بإن على الشري لا يلزم أن يكون عدما عند عدم ذلك الشيء ويدل عليه آيات : منها هذه الآية ومنها قوله تعالى :﴿ واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ﴾ ومنها قوله :﴿ جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم ﴾ فإن القصر جائز عند الخوف وعدمه ومنها قوله :﴿ فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله ﴾ والمراجعة جائزة بدون هذا الظن فهذا الشرط فيه فوائد : منها ما تقدم ومنها البعث على الانتفاع بالذكر كما يقول الرجل لمن يرشده : قد أوضحت لك إن كنت تعقل وهو تنبيه للنبي صلى الله عليه و سلم على أنها لا تنفعهم الذكرى أو يكون هذا في تكرير الدعوة فأما الدعاء الأول فعام انتهى