١٠ - ﴿ وفرعون ذي الأوتاد ﴾ أي ذو الجنود الذين لهم خيام كثيرة يشدونها بالأوتاد أو جعل الجنود أنفسهم أوتادا لأنهم يشدون الملك كما تشد الأوتاد الخيام وقيل كان له أوتاد يعذب الناس بها ويشدهم إليها وقد تقدم بيان هذا في سورة ص
١١ - ﴿ الذين طغوا في البلاد ﴾ الموصول صفة لعاد وثمود وفرعون : أي طغت كل طائفة منهم في بلادهم وتمردت وعتت والطغيان مجاوزة الحد
١٢ - ﴿ فأكثروا فيها الفساد ﴾ بالكفر ومعاصي الله والجور على عباده ويجوز أن يكون الموصول في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي هم الذين طغوا أو في محل نصب على الذم
١٣ - ﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ أي أفرغ عليهم وألقى على تلك الطوائف سوط عذاب وهو ما عذبهم به قال الزجاج : جعل صوته الذي ضربهم به العذاب يقال : صب على فلان خلعة : أي ألقاها عليه ومنه قول النابغة :

( فصب عليه الله أحسن صبغة وكان له بين البرية ناصر )
ومنه قول الآخر :
( ألم تر أن الله أظهر دينه وصب على الكفار سوط عذاب )
ومعنى [ سوط ] عذاب : نصيب عذاب وذكر السوط إشارة إلى أن ما أحله بهم في الدنيا من العذاب العظيم هو بالنسبة إلى ما أعده لهم في الآخرة كالسوط إذا قيس إلى سائر ما يعذب به وقيل ذكر السوط للدلالة على شدة ما نزل بهم وكان السوط عندهم هو نهاية ما يعذب به قال الفراء : هي كلمة تقولها العرب لكل نوع من أنواع العذاب وأصل ذلك أن السوط هو عذابهم الذي يعذبون به فجرى لكل عذاب إذا كان فيه عندهم غاية العذاب وقيل معناه : عذاب يخالط اللحم والدم من قولهم ساطه يسوطه سوطأ : أي خلطه فالسوط خلط الشيء بعضه ببعض ومنه قول كعب بن زهير :
( لكنها خلة قد سيط من دمها فجع وولع وإخلاف وتبديل )
وقال الآخر :
( أحارث إنا لو تساط دماؤنا تزايلن حتى لا يمس دم دما )
وقال آخر :


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
( فسطها ذميم الرأي غير موفق فلست على تسويطها بمعان )