٢ - ﴿ والقمر إذا تلاها ﴾ أي تبعها وذلك بأن طلع بعد غروبها يقال تلا يتلو تلوا : إذا تبع قال المفسرون : وذلك في النصف الأول من الشهر إذا غربت الشمس تلاها القمر في الإضاءة وخلفها في النور قال الزجاج : تلاها حين استدار فكان يتلو الشمس في الضياء والنور يعني إذا كمل ضوءه فصار تابعا للشمس في الإنارة يعني كان مثلها في الإضاءة وذلك في الليالي البيض وقيل إذا تلا طلوعه طلوعها قال قتادة : إن ذلك ليلة الهلال إذا سقطت رؤي الهلال قال ابن زيد : إذا غربت الشمس في النصف الأول من الشهر تلاها القمر بالطلوع وفي آخر الشهر يتلوها بالغروب وقال الفراء تلاها أخذ منها : يعني أن القمر يأخذ من ضوء الشمس
٣ - ﴿ والنهار إذا جلاها ﴾ أي حلى الشمس وذلك أن الشمس عند انبساط النهار تنجلي تمام الانجلاء فكأنه جلاها مع أنها الذي تبسطه وقيل الضمير عائد إلى الظلمة : أي جلى الظلمة وإن لم يجر للظلمة ذكر لأن المعنى معروف قال الفراء : كما تقول أصبحت باردة : أي أصبحت غداتنا باردة والأول أولى ومنه قول قيس بن الحطيم :

( تجلت لنا كالشمس تحت غمامة بدا حاجب منها وضنت بحاجب )
وقيل المعنى : جلى ما في الأرض من الحيوانات وغيرها بعد أن كانت مستترة في الليل وقيل جلى الدنيا وقيل جلى الأرض
٤ - ﴿ والليل إذا يغشاها ﴾ أي يغشى الشمس فيذهب بضوئها فتغيب وتظلم الآفاق وقيل يغشى الآفاق وقيل الأرض وإن لم يجر لهما ذكر لأن ذلك معروف والأول أولى


الصفحة التالية
Icon