٧ - ﴿ ووجدك ضالا فهدى ﴾ معطوف على المضارع المنفي وقيل هو معطوف على ما يقتضيه الكلام الذي قبله كما ذكرنا : أي قد وجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى والضلال هنا بمعنى الغفلة كما في قوله :﴿ لا يضل ربي ولا ينسى ﴾ وكما في قوله :﴿ وإن كنت من قبله لمن الغافلين ﴾ والمعنى : أنه وجدك غافلا عما يراد بك من أمر النبوة واختار هذا الزجاج وقيل معنى ضالا : لم تكن تدري القرآن ولا الشرئع فهداك لذلك وقال الكلبي والسدي والفراء : وجدك في قوم ضلال فهداهم الله لك وقيل وجدك طالبا للقبلة فهداك إليها كما في قوله :﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ﴾ ويكون الضلال بمعنى الطلب وقيل وجدك ضائعا في قومك فهداك إليه ويكون الضلال بمعنى الضياع وقيل وجدك محبا للهداية فهداك إليها ويكون الضلال بمعنى المحبة ومنه قول الشاعر :

( عجبا لعزة في اختيار قطيعتي بعد الضلال فحبلها قد أخلقا )
وقيل وجدك ضالا في شعاب مكة فهداك : أي ردك إلى جدك عبد المطلب
٨ - ﴿ ووجدك عائلا فأغنى ﴾ أي وجدك فقيرا لا مال لك فأغناك يقال عال الرجل يعيل علية : إذا افتقر ومنه قول أحيحة بن الجلاح :
( فما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل )
أي يفتقر قال الكلبي : فأغنى : أي رضاك بما أعطاك من الرزق واختار هذا الفراء قال : لأنه لم يكن غنيا من كثرة ولكن الله سبحانه رضاه بما آتاه وذلك حقيقة الغنى وقال الأخفش : عائلا ذا عيال ومنه قول جرير :
( الله أنزل في الكتاب فريضة لابن السبيل وللفقير العائل )
وقيل فأغنى بما فتح لك من الفتوح وفيه نظر لأن السورة مكية وقيل بمال خديجة بنت خويلد وقيل وجدك فقيرا من الحجج والبراهين فأغناك بها قرأ الجمهور ﴿ عائلا ﴾ وقرأ محمد بن السميفع واليماني عيلا بكسر الياء المشددة كسيد


الصفحة التالية
Icon