٣ - ﴿ كلا سوف تعلمون ﴾ ردع وزجر لهم عن التكاثر وتنبيه على أنهم سيعلمون عاقبة ذلك يوم القيامة وفيه وعيد شديد قال الفراء : أي ليس الأمر على ما أنتم عليه من التكاثر والتفاخر
ثم كرر الردع والزجر والوعيد فقال : ٤ - ﴿ ثم كلا سوف تعلمون ﴾ وثم للدلالة على أن الثاني أبلغ من الأول وقيل الأول عند الموت أو في القبر والثاني يوم القيامة قال الفراء : هذا التكرار على وجه التغليظ والتأكيد قال مجاهد : هو وعيد بعد وعيد وكذا قال الحسن ومجاهد
٥ - ﴿ كلا لو تعلمون علم اليقين ﴾ أي لو تعلمون الأمر الذي أنتم صائرون إليه علما بيقينا كعلمكم ما هو متيقن عندكم في الدنيا وجواب لو محذوف : أي لشغلكم ذلك عن التكاثر والتفاخر أو لفعلتم ما ينفعكم من الخير وتركتم ملا لا ينفعكم مما أنتم فيه وكلا في هذا الموضع الثالث للزجر والردع كالموضعين الأولين وقال الفراء : هي بمعنى حقا وقيل هي في المواضع الثلاثة بمعنى ألا قال قتادة : اليقين هنا الموت وروي عنه أيضا أنه قال : هو البعث قال الأخفش : التقدير لو تعلمون علم اليقين ما ألهاكم
وقوله : ٦ - ﴿ لترون الجحيم ﴾ جواب قسم محذوف وفيه زيادة وعيد وتهديد : أي والله لترون الجحيم جواب قسم محذوف وفيه زيادة وعيد وتهديد : أي والله لترون الجحيم في الآخرة قال الرازي : وليس هذا جواب لو لأن جواب لو يكون منفيا وهذا مثبت ولأنه عطف عليه ﴿ ثم لتسألن ﴾ وهو مستقبل لا بد من وقوعه قال : وحذف جواب لو كثير والخطاب للكفار وقيل عام كقوله ﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ قرأ الجمهور ﴿ لترون ﴾ بفتح التاء مبنيا للفاعل وقرأ الكسائي وابن عامر بضمها مبنيا للمفعول