٥ - ﴿ واختلاف الليل والنهار ﴾ تعاقبهما أو تفاوتهما في الطول والقصر وقوله :﴿ وما أنزل الله من السماء من رزق ﴾ معطوف على اختلاف والرزق المطر لأنه سبب لكل ما يرزق الله العباد به وإحياء الأرض : إخراج نباتها و ﴿ موتها ﴾ خلوها عن النبات ﴿ و ﴾ معنى ﴿ تصريف الرياح ﴾ أنها تهب تارة من جهة وتارة من أخرى وتارة تكون حارة وتارة تكون باردة وتارة نافعة وتارة ضارة
٦ - ﴿ تلك آيات الله نتلوها عليك ﴾ أي هذه الآيات المذكورة هي حجج الله وبراهينه ومحل : نتلوها عليك النصب على الحال ويجوز أن يكون في محل رفع على أنه خبر اسم الإشارة وآيات الله بيان له أو بدل منه وقوله :﴿ بالحق ﴾ حال من فاعل نتلو أو من مفعوله : أي محقين أو ملتبسة بالحق ويجوز أن تكون الباء للسببية فتتعلق بنفس الفعل ﴿ فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ﴾ أي بعد حديث الله وبعد آياته وقيل إن المقصود : فبأي حديث بعد آيات الله وذكر الاسم الشريف ليس إلا لقصد تعظيم الآيات فيكون من باب : أعجبني زيد وكرمه وقيل المراد بعد حديث الله وهو القرآن كما في قوله :﴿ الله نزل أحسن الحديث ﴾ وهو المراد بالآيات والعطف لمجرد التغاير العنواني قرأ الجمهور ﴿ تؤمنون ﴾ بالفوقية وقرأ حمزة والكسائي بالتحتية والمعنى : يؤمنون بأي حديث وإنما قدم عليه لأن الاستفهام له صدر الكلام
٧ - ﴿ ويل لكل أفاك أثيم ﴾ أي لكل كذاب كثير الإثم مرتكب لما يوجبه والويل واد في جهنم
٨ - ثم وصف هذا الأفاك بصفة أخرى فقال :﴿ يسمع آيات الله تتلى عليه ﴾ وقيل إن يسمع في محل نصب على الحال وقيل استئناف والأول أولى وقوله :﴿ تتلى عليه ﴾ في محل نصب على الحال ﴿ ثم يصر ﴾ على كفره ويقيم على ما كان عليه حال كونه ﴿ مستكبرا ﴾ أي يتمادى على كفره متعظما في نفسه عن الانقياد للحق والإصرار مأخوذ من إصرار الحمار على العانة وهو أن ينحني عليها صارا أذنيه قال مقاتل : إذا سمع من آيات القرآن شيئا اتخذها هزوا وجملة ﴿ كأن لم يسمعها ﴾ في محل نصب على الحال أو مستأنفة وأن هي المخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف ﴿ فبشره بعذاب أليم ﴾ هذا من باب التهكم : أي فبشره على إصراره واستكباره وعدم استماعه إلى الآيات بعذاب شديد الألم
٩ - ﴿ وإذا علم من آياتنا شيئا ﴾ قرأ الجمهور :﴿ علم ﴾ بفتح العين وكسر اللام مخففة على البناء للفاعل وقرأ قتادة ومطر الوراق على البناء للمفعول والمعنى : أنه إذا وصل إليه علم شيء من آيات الله ﴿ اتخذها ﴾ أي الآيات ﴿ هزوا ﴾ وقيل الضمير في اتخذها عائد إلى شيئا لأنه عبارة عن الآيات والأول أولى والإشارة بقوله :﴿ أولئك ﴾ إلى كل أفاك متصف بتلك الصفات ﴿ لهم عذاب مهين ﴾ بسبب ما فعلوا من الإصرار والاستكبار عن سماع آيات الله واتخاذها هزوا والعذاب المهين هو المشتمل على الإذلال والفضيحة