١٨ - ﴿ إن الله يعلم غيب السموات والأرض ﴾ أي ما غاب فيهما ﴿ والله بصير بما تعملون ﴾ لا يخفى عليه من ذلك شيء فهو مجازيكم بالخير خيرا وبالشر شرا قرأ الجمهور ﴿ تعملون ﴾ على الخطاب وقرأ ابن كثير على الغيبة
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن أبي مليكة قال : لما كان يوم الفتح رقي بلال فأذن على الكعبة فقال بعض الناس : أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة وقال بعضهم : إن يسخط الله هذا يغيره فنزلت ﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ﴾ وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح نحوه وأخرج أبو داود في مراسيله وابن مردويه والبيهقي في سننه عن الزهري قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم فقالوا : يا رسول الله أنزوج بناتنا موالينا ؟ فنزلت هذه الآية وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب أن هذه الآية ﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ﴾ هي مكية وهي للعرب خاصة الموالي : أي قبيلة لهم وأي شعاب وقوله :﴿ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾ فقال : أتقاكم للشرك وأخرج البخاري وابن جرير عن ابن عباس قال : الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عنه قال : الشعوب الجماع والقبائل الأفخاذ التي يتعارفون بها وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي هريرة قال :[ سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الناس أكرم ؟ قال : أكرمهم عند الله أتقاهم قالوا : ليس عن هذا نسألك قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألوني ؟ قالوا نعم قال : خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ] وقد وردت أحاديث في الصحيح وغيره أن التقوى هي التي يتفاضل بها العباد وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ قالت الأعراب آمنا ﴾ قال أعراب بني أسد وخزيمة وفي قوله :﴿ ولكن قولوا أسلمنا ﴾ مخافة القتل والسبي وأخرج ابن جرير عن قتادة أنها نزلت في بني أسد وأخرج ابن المنذر الطبراني وابن مردويه قال السيوطي بسند حسن عن عبد الله بن أبي أوفى : أن ناسا من العرب قالوا : يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك بنو فلان فأنزل الله ﴿ يمنون عليك أن أسلموا ﴾ وأخرج النسائي والبزار وابن مردويه عن ابن عباس نحوه وذكر أنهم بنو أسد