سورة ق
هي خمس وأربعون آية
وهي مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر وروي عن ابن عباس وقتادة أنها مكية إلا آية وهي قوله :﴿ ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ﴾ وهي أول المفصل على الصحيح وقيل من الحجرات وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة ق بمكة وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله وقد أخرج مسلم وغيره عن قطبة بن مالك قال :[ كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في الفجر في الركعة الأولى ﴿ ق والقرآن المجيد ﴾ ] وأخرج أحمد ومسلم وأهل السنن عن أبي واقد الليثي قال :[ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في العيد بقاف واقتربت ] وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود وابن ماجه والبيهقي عن أم هشام ابنة حارثة قالت : ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا من في رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ بها في كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس وهو في صحيح مسلم
قوله : ١ - ﴿ ق والقرآن المجيد ﴾ الكلام في إعراب هذا كالكلام الذي قدمنا في قوله :﴿ ص والقرآن ذي الذكر ﴾ وفي قوله :﴿ حم * والكتاب المبين ﴾ واختلف في معنى ق فقال الواحدي : قال المفسرون : هو اسم جبل يحيط بالدنيا من زبرجد والسماء مقببة عليه وهو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة قال الفراء : كان يجب على هذا أن يظهر الإعراب في ق لأنه اسم وليس بهجاء قال : ولعل القاف وحدها ذكرت من اسمه كقول القائل : قلت لها قفي فقالت قاف أي أنا واقفة وحكى الفراء والزجاج : أن قوما قالوا معنى ق : قضي الأمر وقضي ما هو كائن كما قيل في حم : حم الأمر وقيل هو اسم من أسماء الله أقسم به وقال قتادة : هو اسم من أسماء القرآن وقال الشعبي : فاتحة السورة وقال أبو بكر الوراق معناه : قف عند أمرنا ونهينا ولا تعدهما وقيل غير ذلك مما هو أضعف منه والحق أنه من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه كما حققنا ذلك في فاتحة سورة البقرة ومعنى المجيد : أنه ذو مجد وشرف على سائر الكتب المنزلة وقال الحسن : الكريم وقيل الرفيع القدر وقيل الكبير القدر وجواب القسم قال الكوفيون هو قوله :﴿ بل عجبوا ﴾ وقال الأخفش : جوابه محذوف كأنه قال : ق والقرآن المجيد لتبعثن يدل عليه ﴿ أإذا متنا وكنا ترابا ﴾ وقال ابن كيسان جوابه ﴿ ما يلفظ من قول ﴾ وقيل هو ﴿ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ﴾ بتقدير اللام : أي لقد علمنا وقيل هو محذوف وتقديره أنزلناه إليك لتنذر كأنه قيل ق والقرآن المجيد أنزلناه إليك لتنذر به الناس قرأ الجمهور قاف بالسكون وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق ونصر بن عاصم بكسر الفاء وقرأ عيسى الثقفي بفتح الفاء : وقرأ هارون ومحمد بن السميفع بالضم