٩٧ - ﴿ جعل الله الكعبة البيت الحرام ﴾ المحرم ﴿ قياما للناس ﴾ يقوم به أمر دينهم بالحج إليه ودنياهم بأمن داخله وعدم التعرض له وجبي ثمرات كل شيء إليه وفي قراءة قيما بلا ألف مصدر قام غير معل ﴿ والشهر الحرام ﴾ بمعنى الأشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب قياما لهم بأمنهم من القتال فيها ﴿ والهدي والقلائد ﴾ قياما لهم بأمن صاحبهما من التعرض له ﴿ ذلك ﴾ الجعل المذكور ﴿ لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم ﴾ فإن جعله ذلك لجلب المصالح لكم ودفع المضار عنكم قبل وقوعها دليل على علمه بما هو في الوجود وما هو كائن
٩٨ - ﴿ اعلموا أن الله شديد العقاب ﴾ لأعدائه ﴿ وأن الله غفور ﴾ لأوليائه ﴿ رحيم ﴾ بهم
٩٩ - ﴿ ما على الرسول إلا البلاغ ﴾ لكم ﴿ والله يعلم ما تبدون ﴾ تظهرون من العمل ﴿ وما تكتمون ﴾ تخفون منه فيجازيكم به
١٠٠ - ﴿ قل لا يستوي الخبيث ﴾ الحرام ﴿ والطيب ﴾ الحلال ﴿ ولو أعجبك ﴾ اي سرك ﴿ كثرة الخبيث فاتقوا الله ﴾ في تركه ﴿ يا أولي الألباب لعلكم تفلحون ﴾ تفوزون
١٠١ - ونزل لما اكثروا سؤاله صلى الله عليه و سلم ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد ﴾ تظهر ﴿ لكم تسؤكم ﴾ لما فيها من المشقة ﴿ وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن ﴾ في زمن النبي صلى الله عليه و سلم ﴿ تبد لكم ﴾ المعنى إذا سألتم عن أشياء في زمنه ينزل القرآن بإبدائها ومتى أبداها ساءتكم فلا تسألوا عنها قد ﴿ عفا الله عنها ﴾ عن مساءلتكم فلا تعودوا ﴿ والله غفور حليم ﴾
١٠٢ - ﴿ قد سألها ﴾ أي الأشياء ﴿ قوم من قبلكم ﴾ أنبيائهم فأجيبوا ببيان أحكامها ﴿ ثم أصبحوا ﴾ صاروا ﴿ بها كافرين ﴾ بتركهم العمل بها
١٠٣ - ﴿ ما جعل ﴾ شرع ﴿ الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ﴾ كما كان أهل الجاهلية يفعلونه روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال : البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينهما ذكر والحام فحل الإبل يضرب الصراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شيء وسموه الحامي ﴿ ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ﴾ في ذلك وفي نسبته إليه ﴿ وأكثرهم لا يعقلون ﴾ أن ذلك افتراء لأنهم قلدوا ما فيه آباءهم


الصفحة التالية
Icon