٨٦ - ﴿ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ﴾ بأن آثروها عليها ﴿ فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ﴾ يمنعون منه
٨٧ - ﴿ ولقد آتينا موسى الكتاب ﴾ التوراة ﴿ وقفينا من بعده بالرسل ﴾ اي أتبعناهم رسولا في أثر رسول ﴿ وآتينا عيسى ابن مريم البينات ﴾ المعجزات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ﴿ وأيدناه ﴾ قويناه ﴿ بروح القدس ﴾ من إضافة الموصوف إلى الصفة اي الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار فلم تستقيموا ﴿ أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى ﴾ تحب ﴿ أنفسكم ﴾ من الحق ﴿ استكبرتم ﴾ تكبرتم عن اتباعه جواب كلما وهو محل الاستفهام والمراد به التوبيخ ﴿ ففريقا ﴾ منهم ﴿ كذبتم ﴾ كعيسى ﴿ وفريقا تقتلون ﴾ المضارع لحكاية الحال الماضية : اي قتلتم كزكريا ويحيى
٨٨ - ﴿ وقالوا ﴾ للنبي استهزاء ﴿ قلوبنا غلف ﴾ جمع أغلف اي مغشاة بأغطية فلا تعي ما تقول قال تعالى :﴿ بل ﴾ للإضراب ﴿ لعنهم الله ﴾ أبعدهم عن رحمته وخذلهم عن القبول ﴿ بكفرهم ﴾ وليس عدم قبولهم لخلل في قلوبهم ﴿ فقليلا ما يؤمنون ﴾ ما زائدة لتأكيد القلة أي : إيمانهم قليل جدا
٨٩ - ﴿ ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم ﴾ من التوراة : هو القرآن ﴿ وكانوا من قبل ﴾ قبل مجيئه ﴿ يستفتحون ﴾ يستنصرون ﴿ على الذين كفروا ﴾ يقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث آخر الزمان ﴿ فلما جاءهم ما عرفوا ﴾ من الحق هو بعثة النبي ﴿ كفروا به ﴾ حسدا وخوفا على الرياسة وجواب لما الأولى دل عليه جواب الثانية ﴿ فلعنة الله على الكافرين ﴾
٩٠ - ﴿ بئسما اشتروا ﴾ باعوا ﴿ به أنفسهم ﴾ أي حظها من الثواب وما : نكرة بمعنى شيئا تمييز لفعل بئس والمخصوص بالذم ﴿ أن يكفروا ﴾ اي كفرهم ﴿ بما أنزل الله ﴾ من القرآن ﴿ بغيا ﴾ مفعول له ليكفروا : اي حسدا على ﴿ أن ينزل الله ﴾ بالتخفيف والتشديد ﴿ من فضله ﴾ الوحي ﴿ على من يشاء ﴾ للرسالة ﴿ من عباده فباءوا ﴾ رجعوا ﴿ بغضب ﴾ من الله بكفرهم بما أنزل والتنكير للتعظيم ﴿ على غضب ﴾ استحقوه من قبل بتضييع التوراة والكفر بعيسى ﴿ وللكافرين عذاب مهين ﴾ ذو إهانة