٩ - ﴿ قال ﴾ الأمر ﴿ كذلك ﴾ من خلق غلام منكما ﴿ قال ربك هو علي هين ﴾ أي : بأن أرد عليك قوة الجماع وأفتق رحم امرأتك للعلوق ﴿ وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ﴾ قبل خلقك ولإظهار الله هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بما يدل عليها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به :
١٠ - ﴿ قال رب اجعل لي آية ﴾ أي علامة على حمل امرأتي ﴿ قال آيتك ﴾ عليه ﴿ أن لا تكلم الناس ﴾ أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله ﴿ ثلاث ليال ﴾ أي بأيامها كما في آل عمران : ثلاثة أيام ﴿ سويا ﴾ حال من فاعل تكلم أي بلا علة
١١ - ﴿ فخرج على قومه من المحراب ﴾ أي المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأمره على العادة ﴿ فأوحى ﴾ أشار ﴿ إليهم أن سبحوا ﴾ صلوا ﴿ بكرة وعشيا ﴾ أوائل النهار وأواخره على العادة فعلم بمنعه من كلامهم حملها بيحيى وبعد ولادته بسنتين قال الله تعالى له :
١٢ - ﴿ يا يحيى خذ الكتاب ﴾ أي التوراة ﴿ بقوة ﴾ بجد ﴿ وآتيناه الحكم ﴾ النبوة ﴿ صبيا ﴾ ابن ثلاث سنين
١٣ - ﴿ وحنانا ﴾ رحمة للناس ﴿ من لدنا ﴾ من عندنا ﴿ وزكاة ﴾ صدقة عليهم ﴿ وكان تقيا ﴾ روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها
١٤ - ﴿ وبرا بوالديه ﴾ أي محسنا إليهما ﴿ ولم يكن جبارا ﴾ متكبرا ﴿ عصيا ﴾ عاصيا لربه
١٥ - ﴿ وسلام ﴾ منا ﴿ عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ﴾ أي في هذه الأيام المخوفة التي يرى مالم يره قبلها فهو آمن من فيها
١٦ - ﴿ واذكر في الكتاب ﴾ القرآن ﴿ مريم ﴾ أي خبرها ﴿ إذا ﴾ حين ﴿ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ﴾ أي اعتزلت في مكان نحو الشرق من الدار
١٧ - ﴿ فاتخذت من دونهم حجابا ﴾ أرسلت سترا تستتر به لتفلي رأسها أو ثيابها أو تغتسل من حيضها ﴿ فأرسلنا إليها روحنا ﴾ جبريل ﴿ فتمثل لها ﴾ بعد لبسها ثيابها ﴿ بشرا سويا ﴾ تام الخلق


الصفحة التالية
Icon