١٦ - ﴿ لهم فيها ما يشاؤون خالدين ﴾ حال لازمة ﴿ كان ﴾ وعدهم ما ذكر ﴿ على ربك وعدا مسؤولا ﴾ يسأله من وعد به ﴿ ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ﴾ أو تسأله لهم الملائكة ﴿ ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ﴾
١٧ - ﴿ ويوم نحشرهم ﴾ بالنون والتحتانية ﴿ وما يعبدون من دون الله ﴾ أي غيره من الملائكة وعيسى وعزير والجن ﴿ فيقول ﴾ تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتا للحجة على العابدين :﴿ أأنتم ﴾ بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ﴿ أضللتم عبادي هؤلاء ﴾ أوقعتموهم في الضلال بأمركم إياهم بعبادتكم ﴿ أم هم ضلوا السبيل ﴾ طريق الحق بأنفسهم
١٨ - ﴿ قالوا سبحانك ﴾ تنزيها لك عما لا يليق بك ﴿ ما كان ينبغي ﴾ يستقيم ﴿ لنا أن نتخذ من دونك ﴾ أي غيرك ﴿ من أولياء ﴾ مفعول أول ومن زائدة لتأكيد النفي وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا ؟ ﴿ ولكن متعتهم وآباءهم ﴾ من قبلهم بإطالة العمر وسعة الرزق ﴿ حتى نسوا الذكر ﴾ تركوا الموعظة والإيمان بالقرآن ﴿ وكانوا قوما بورا ﴾ هلكى قال تعالى :
١٩ - ﴿ فقد كذبوكم ﴾ أي كذب المعبودين العابدين ﴿ بما تقولون ﴾ بالفوقانية أنهم آلهة ﴿ فما تستطيعون ﴾ بالتحتانية والفوقانية : أي لا هم ولا أنتم ﴿ صرفا ﴾ دفعا للعذاب عنكم ﴿ ولا نصرا ﴾ منعا لكم منه ﴿ ومن يظلم ﴾ يشرك ﴿ منكم نذقه عذابا كبيرا ﴾ شديدا في الآخرة
٢٠ - ﴿ وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ﴾ فأنت مثلهم في ذلك وقد قيل لهم مثل ما قيل لك ﴿ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ﴾ بلية ابتلى الغني بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع يقول الثاني في كل : ما لي لا أكون كالأول في كل :﴿ أتصبرون ﴾ على ما تسمعون ممن ابتليتم بهم استفهام بمعنى الأمر : أي اصبروا ﴿ وكان ربك بصيرا ﴾ بمن يصبر وبمن يجزع
٢١ - ﴿ وقال الذين لا يرجون لقاءنا ﴾ لا يخافون البعث ﴿ لولا ﴾ هلا ﴿ أنزل علينا الملائكة ﴾ فكانوا رسلا إلينا ﴿ أو نرى ربنا ﴾ فنخبر بأن محمدا رسوله قال تعالى :﴿ لقد استكبروا ﴾ تكبروا ﴿ في ﴾ شأن ﴿ أنفسهم وعتوا ﴾ طغوا ﴿ عتوا كبيرا ﴾ بطلبهم رؤية الله تعالى في الدنيا وعتوا بالواو على أصله بخلاف عتى بالإبدال في مريم