٣ - ﴿ ذلك ﴾ أي إضلال الأعمال وتكفير السيئات ﴿ بأن ﴾ بسبب أن ﴿ الذين كفروا اتبعوا الباطل ﴾ الشيطان ﴿ وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق ﴾ القرآن ﴿ من ربهم كذلك ﴾ أي مثل ذلك البيان ﴿ يضرب الله للناس أمثالهم ﴾ يبين أحوالهم أي فالكافر يحبط عمله والمؤمن يغفر له
٤ - ﴿ فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ﴾ مصدر بدل من اللفظ بفعله أي فاضربوا رقابهم أي اقتلوهم وعبر بضرب الرقاب لأن الغالب في القتل أن يكون بضرب الرقبة ﴿ حتى إذا أثخنتموهم ﴾ أكثرتم فيهم القتل ﴿ فشدوا ﴾ فأمسكوا عنهم وأسروهم وشدوا ﴿ الوثاق ﴾ ما يوثق به الأسرى ﴿ فإما منا بعد ﴾ مصدر بدل من اللفظ بفعله أي تمنون عليهم بإطلاقهم من غير شيء ﴿ وإما فداء ﴾ تفادونهم بمال أو أسرى مسلمين ﴿ حتى تضع الحرب ﴾ أي أهلها ﴿ أوزارها ﴾ أثقالها من السلاح وغيره بأن يسلم الكفار أو يدخلوا في العهد وهذه غاية للقتل والأسر ﴿ ذلك ﴾ خبر مبتدأ مقدر أي الأمر فيهم ما ذكر ﴿ ولو يشاء الله لانتصر منهم ﴾ بغير قتال ﴿ ولكن ﴾ أمركم به ﴿ ليبلو بعضكم ببعض ﴾ منهم في القتال فيصير من قتل منكم إلى الجنة ومنهم إلى النار ﴿ والذين قتلوا ﴾ وفي قراءة قاتلوا الآية نزلت يوم أحد وقد فشا في المسلمين القتل والجراحات ﴿ في سبيل الله فلن يضل ﴾ يحبط ﴿ أعمالهم ﴾
٥ - ﴿ سيهديهم ﴾ في الدنيا والآخرة إلى ما ينفعهم ﴿ ويصلح بالهم ﴾ حالهم فيهما وما في الدنيا لمن لم يقتل وأدرجوا في قتلوا تغيبا
٦ - ﴿ ويدخلهم الجنة عرفها ﴾ بينها ﴿ لهم ﴾ فيهتدون إلى مساكنهم منها وأزواجهم وخدمهم من غير استدلال
٧ - ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ﴾ أي دينه ورسوله ﴿ ينصركم ﴾ على عدوكم ﴿ ويثبت أقدامكم ﴾ يثبتكم في المعترك
٨ - ﴿ والذين كفروا ﴾ من أهل مكة مبتدأ خبره تعسوا يدل عليه ﴿ فتعسا لهم ﴾ أي هلاكا وخيبة من الله ﴿ وأضل أعمالهم ﴾ عطف على تعسوا


الصفحة التالية
Icon