قال هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله ﴿ ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه ﴾ قال هو تمني المؤمنين لقاء العدو إلى قوله ﴿ أفإن مات أو قتل انقلبتم ﴾ قال هو صياح الشيطان يوم أحد قتال محمد إلى قوله ﴿ أمنة نعاسا ﴾ قال ألقى عليهم النوم
وأخرج الشيخان عن جابر بن عبد الله قال فينا نزلت في بني سلمة وبني حارثة ﴿ إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ﴾
وأخرج ابن أبي شبية في المصنف وابن أبي حاتم عن الشعبي أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين فشق عليهم فأنزل الله ﴿ ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم ﴾ إلى قوله ﴿ مسومين ﴾ فبلغت كرزا الهزيمة فلم يمد المشركين ولم يمد الله المسلمين بالخمسة
قوله تعالى ﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾ الآية روى أحمد ومسلم عن أنس أن النبي ﷺ كسرت رباعيته يوم أحد وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله ﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾ الآية وروى أحمد والبخاري عن ابن عمر سمعت رسول الله ﷺ يقول اللهم العن فلانا اللهم العن الحرث ابن هشام اللهم العن سهيل ابن عمرو اللهم العن صفوان ابن أمية فنزلت هذه الآية ﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾ إلى آخرها فتيب عليهم كلهم
وروى البخاري عن أبي هريرة نحوه قال الحافظ ابن حجر طريق الجمع بين الحديثين أنه ﷺ دعا على المذكورين في صلاته بعد ما وقع له من الأمر المذكور يوم أحد فنزلت الآية في الأمرين معا فيما وقع له وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم قال لكن يشكل على ذلك ما وقع في مسلم من حديث أبي هريرة أنه ﷺ كان يقول في الفجر

__________


الصفحة التالية
Icon