حليا وثيابا
أن لنا عيدا نخرج اليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف
فذلك قول فرعون ان هؤلاء لشرذمة قليلون وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قولهل فاتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى انا لمدركون فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له : اضرب بعصاك البحر
ففعل فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يعني الجبل
فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا : انا نخاف ان توحل فيه الخيل
فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا : انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر
وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه : ان موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله واترك البحر رهوا الدخان الآية ٢٤ يعني كما هو
فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر
وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس : الحقوا الملك
حتى اذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم
التقى البحر عليهم فغرقوا
فسمع بنو اسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا : ما هذا ؟ قال موسى : غرق فرعون وأصحابه
فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل
وأخرج ابن عبد الحكم وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال : كان جبريل بين الناس
بين بني اسرائيل وبين آل فرعون فيقول : رويدكم ليلحقكم آخركم
فقالت بنو اسرائيل : ما رأينا سائقا أحسن سياقا من هذا
وقال آل فرعون : ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا
فلما انتهى موسى وبنو اسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون
يا نبي الله أين أمرت ؟ هذا البحر أمامك وقد غشينا آل فرعون فقال :


الصفحة التالية
Icon