يعطي كل مؤمن نورا وكل منافق نورا فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون : انظروا نقتبس من نوركم وقال المؤمنون : ربنا أتمم لنا نورنا فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا "
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إذا جمع الله الأولين والآخرين دعا اليهود فقيل لهم : من كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد الله فيقال لهم : كنتم تعبدون معه غيره فيقولون : نعم فيقال لهم : من كنتم تعبدون معه ؟ فيقولون : عزيرا فيوجهون وجها ثم يدعو النصارى فيقال لهم : من كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد الله فيقول لهم : هل كنتم تعبدون معه غيره ؟ فيقولون : نعم فيقال لهم : من كنتم تعبدون معه ؟ فيقولون : المسيح فيوجهون وجها ثم يدعى المسلمون وهم على رابة من الأرض فيقال لهم : من كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد الله وحده فيقال لهم : هل كنتم تعبدون معه غيره ؟ فيقولون : ما عبدنا غيره فيعطى كل إنسان منهم نورا ثم يوجهون إلى الصراط ثم قرأ يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا أنظرونا نقتبس من نوركم الآية وقرأ يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم سورة التحريم الآية ٨ إلى آخر الآية
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : يوم يقول المنافقون والمنافقات الآية قال : بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور لهم دليلا إلى الجنة من الله فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا تبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ : انظرونا نقتبس من نوركم فإنا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون : ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي فاختة قال : يجمع الله الخلائق يوم القيامة ويرسل الله على الناس ظلمة فيستغيثون ربهم فيؤتي الله كل مؤمن يومئذ نورا ويؤتي المنافقين نورا فينطلقون جميعا متوجهين إلى الجنة معهم نورهم فبينما هم كذلك إذ طفأ الله نور المنافقين فيترددوهن في الظلمة ويسبقهم المؤمنون بنورهم بين أيديهم فينادونهم انظرونا نقتبس من نوركم فضرب بينهم بسور له باب باطنه حيث ذهب المؤمنون فيه الرحمة ومن قبله الجنة ويناديهم المنافقون ألم نكن معكم ؟ قالوا : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم