يأكل في اليوم مرتين يسدر بصره قال : فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا قالت : والله ما لنا في اليوم إلا وقية قال : فمريه فليطلق إلى فلان فليأخذ منه شطر وسق من تمر فليتصدق به على ستين مسكينا وليراجعك "
وأخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن سلمة بن صخر الأنصاري أنه جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي رمضان فسمنت وتربصت فوقع عليها في النصف من رمضان فأتى النبي صلى الله عليه و سلم كأنه يعظم ذلك فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :" أتستطيع أن تعتق رقبة ؟ فقال : لا قال : أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا قال : أفتستطيع أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يا فروة بن عمرو أعطه ذلك العرق وهو مكتل يأخذ خمسة عشر أو ستة عشر صاعا فليطعمه ستين مسكينا فقال : أعلي أفقر مني فوالذي بعثك بالحق ما بين لا بتيها أهل بيت أحوج إليه منا فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال : اذهب به إلى أهلك "
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في السنن عن أبي العالية قال :" كانت خولة بنت ودبيج تحت رجل من الأنصار وكان سييء الخلق ضرير البصر فقيرا وكانت الجاهلية إذا أراد الرجل أن يفارق امرأته قال : أنت علي كظهر أمي فادارعته بعض الشيء فقال : أنت علي كظهر أمي وكان له عيل أو عيلان فلما سمعته يقول ما قال احتملت صبيانها فانطلقت تسعى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوافقته عند عائشة وإذا عائشة تغسل شق رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم فقامت عليه ثم قالت : يا رسول الله إن زوجي فقير ضرير البصر سييء الخلق وإني نازعته في شيء فقال : أنت علي كظهر أمي ولم يرد الطلاق فرفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه فقال : ما أعلم إلا قد حرمت عليه فاستكانت وقالت : أشتكي إلى الله ما نزل بي ومصيبتي وتحولت عائشة تغسل شق رأسه الآخر فتحولت معها فقالت : مثل ذلك قالت : ولي منه عيل أو عيلان فرفع النبي رأسه إليها فقال : ما أعلم إلا قد حرمت عليه فبكت وقالت : أشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم مصيبتي وتغير وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت عائشة : وراءك فتنحت ومكث رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شاء الله ثم انقطع الوحي فقال يا عائشة : أين المرأة ؟ قالت : هاهي قال : ادعيها فدعتها فقال النبي صلى الله عليه و سلم : اذهبي فجيئي بزوجك فانطلقت تسعى فلم تلبث أن جاءت