$ الجزء الثاني الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمُخَاطَبِ بِهَذِهِ الْآيَةِ ( قَوْله لَيَبْلُوَنَّكُمْ اللَّه بِشَيْءِ مِنْ الصَّيْد تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ ) عَلَى قَوْلَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ الْمُحِلُّونَ ; قَالَهُ مَالِكٌ. الثَّانِي : أَنَّهُمْ الْمُحْرِمُونَ ; قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ، وَتَعَلَّقَ مَنْ عَمَّمَ بِأَنَّ قَوْله تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ مُطْلَقٌ فِي الْجَمِيعِ. وَتَعَلَّقَ مَنْ خَصَّ بِأَنَّ قَوْلَهُ :﴿ لَيَبْلُوَنَّكُمْ ﴾ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ الْمُحْرِمُونَ، فَإِنَّ تَكْلِيفَ الِامْتِنَاعِ الَّذِي يَتَحَقَّقُ بِهِ الِابْتِلَاءُ هُوَ مَعَ الْإِحْرَامِ. وَهَذَا لَا يَلْزَمُ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ :﴿ لَيَبْلُوَنَّكُمْ ﴾ الَّذِي يَقْتَضِي التَّكْلِيفَ يَتَحَقَّقُ فِي الْمُحِلِّ بِمَا شُرِطَ لَهُ مِنْ أُمُورِ الصَّيْدِ، وَمَا شُرِعَ لَهُ مِنْ وَظِيفَةٍ فِي كَيْفِيَّةِ الِاصْطِيَادِ، وَالتَّكْلِيفُ كُلُّهُ ابْتِلَاءٌ وَإِنْ تَفَاضَلَ فِي الْكَثْرَةِ وَالْقِلَّةِ، وَتَبَايَنَ فِي الضَّعْفِ وَالشِّدَّةِ.
$ مستوى٤ مَسْأَلَةُ الْأَصْلُ فِي حُكْم الصَّيْدِ