أن الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَبَعْدَهَا، ذَكَرَهُ الْإِمَامُ الرَّازِيَّ ٨٦، وَنَفَى ابْنُ الْجَزَرِيِّ الصِّحَّةَ عَمَّنْ نُقِلَ عَنْهُ أَيْضًا ٨٧.
المسألة الخامسة : التعوذ بعد الاستفتاح وليس قبله
قد جاءت النصوص مصرحة بأن التعوذ بعد دعاء الاستفتاح
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ [ أَنَّهُ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ اسْتَفْتَحَ ثُمَّ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ (هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ )٨٨ ] ٨٩.
وَقَالَ الْأَسْوَدُ : رَأَيْت عُمَرَ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ يَقُولُ : سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَتَعَالَى جَدُّك، وَلَا إلَه غَيْرُك، ثُمَّ يَتَعَوَّذُ ٩٠.
المسألة السادسة : هل يتعوذ في الركعة الأولى فقط، أم يتعوذ في كل ركعة ؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين :
القول الأول وهو الأرجح :
[أن التَّعَوُّذُ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ خَاصَّةً ]٩١، [وأَنَّهَا تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى ]٩٢.
وهو رواية عن أحمد ٩٣، وهو قول ابن حزم ٩٤، وهو ما رجحه ابن القيم، وابن حجر والشوكاني، كما سيأتي.
وهو ما رجحه الزيلعي في نصب الراية ٩٥.
وعَلَى هَذا، فإذَا تَرَكَ الِاسْتِعَاذَةَ فِي الْأُولَى لِنِسْيَانٍ أَوْ غَيْرِهِ، أَتَى بِهَا فِي الثَّانِيَةِ ٩٦.
والدليل على ذلك :
ما رواه مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :[ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذَا نَهَضَ مِنْ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَمْ يَسْكُتْ ]٩٧. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ ٩٨.