وأسأل كل مشايخي وإخواني، إذا رأوا تصويباً في أيِّ عمل أعمله ألا يتباطئوا في نصحي وإرشادي، فلن يجدوا بإذن الله سبحانه وتعالى إلا قبول النصح، وتصويب الخطأ، والاتفاق في وجهات النظر، طالما توفر الإخلاص عند كل من الطرفين، والحرص على مشاعر كل طرف للطرف الآخر، وعدم التعصب بالرأي، وعدم اتهام النيات، إلى آخر الآداب التي ذكرتها في كتاب النصيحة.
إذا وجدت عيبا فسد الخللا…قلَّ من لا عيب فيه وعلا
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
أولا : معاني المفردات
* تأويل قوله: (أَعُوذُ).
(عوذ) [ العين والواو والذال أصلٌ صحيح يدلُّ على.... الالتجاء إلى الشَّيء، ثم يُحمَل عليه كلُّ شيء لصق بشيءٍ أو لازَمَه.] ١
[ فقوله: "أعوذ" مشتق من العَوْذ، وله معنيان] ٢ :
• أحدهما :[الالتجاء والاستجارة ] ٣، و[التحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه ] ٤
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى :
١- [ يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه، وهو عياذي؛ أي ملجئي] ٥.
٢- وفي حديث حذيفة: [ تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً، عُوداً ]٦ بالدال، قال ابن الأَثير: وروي [ بالذال المعجمة ]٧ كأَنه استعاذ من الفتن٨.
• والثاني: [ الالتصاق ] ٩.
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى :
١- [ يقال: "أطيب اللحم عوذه" وهو ما التصق منه بالعظم ] ١٠، [ قال ثعلب: قلت لأَعرابي: ما أَطيب اللحم؟ قال: عُوَّذُه ] ١١.
٢- ويقولون لكلِّ أنثى إذا وضعت: عائذ. وتكون كذا سبعةَ أيّام، وإنّما سمِّيت لما ذكرناه من ملازمة ولِدها إيّاها، أو ملازمتها إيّاه١٢.
٣- وناقة عائذ: عاذ بها ولدها ١٣.
٤- ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة ١٤.
* تأويل قوله: مِنَ الشَّيْطَانِ
الشيطان واحد الشياطين
وله ثلاثة معان :
• أولها وهو أصحها : البعيد.