مُشْتَقّ مِنْ شَطَنَ إِذَا بَعُدَ فَهُوَ بَعِيدٌ بِطَبْعِهِ عَنْ طِبَاع الْبَشَر وَبَعِيد بِفِسْقِهِ عَنْ كُلّ خَيْر ١٥.
ومما يدل على ذلك من كلام العرب
١- شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت.
٢- ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان١٦:
نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ
فبانَت، والفؤادُ بها رَهِينُ
٣- وبئر شطون. أي : بعيدة القعر١٧.
٤- والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده١٨.
• الثاني : المتمرد، وهو قريب من الأول، بل إن البعض يقرن بينهما
قال الطبري : والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء، وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير١٩.
ومما يستدل به على هذا المعنى :
١- قول الله تَعَالَى(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)(الأنعام: من الآية١١٢)، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلُ الذي جعل من الجنّ٢٠.
٢- وَفِي مُسْنَد الْإِمَام أَحْمَد عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ يَا أَبَا ذَرّ تَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ " فَقُلْت أَوَلِلْإِنْسِ شَيَاطِين ؟ قَالَ " نَعَمْ ]٢١.
٣- وعن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [ أنه رَكِبَ بِرْذَوْنًا فَجَعَلَ يَتَبَخْتَر بِهِ فَجَعَلَ يَضْرِبهُ فَلَا يَزْدَاد إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَان مَا نَزَلْت عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْت نَفْسِي ] إِسْنَاده صَحِيح ٢٢.
[ فقولك "من الشيطان" أي: من كل عات متمرد من الجن والإنس، يصرفني عن طاعة ربي، وتلاوة كتابه]٢٣.
• الثالث : من الاحتراق
نتائج البحث
