مُشْتَقّ مِنْ شَاطَ لِأَنَّهُ مَخْلُوق مِنْ نَار ٢٤.
أو مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك، وشاط إذا احترق، وشيطت اللحم إذا دخنت ولم تنضج، واشتاط الرجل إذا احتد غضبا، واشتاط إذا هلك ؛ قال الأعشى:
قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط٢٥ على أرماحنا البطل.
الرد على من قال أنه من الاحتراق :
١- قولُ أميّة ابن أبي الصّلت:
أَيُّما شاطِن عَصَاه٢٦ عَكاهُ
ثُم يُلْقَى في السِّجْن والأكْبَالِ
ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من "شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن"٢٧.
٢- وَقَالَ سِيبَوَيْهِ الْعَرَب : تَقُول تَشَيْطَنَ فُلَان إِذَا فَعَلَ فِعْل الشَّيَاطِين وَلَوْ كَانَ مِنْ شَاطَ لَقَالُوا تَشَيَّطَ. ٢٨
فَالشَّيْطَان مُشْتَقّ مِنْ الْبُعْد عَلَى الصَّحِيح وَلِهَذَا يُسَمُّونَ كُلّ مَنْ تَمَرَّدَ مِنْ جِنِّيّ وَإِنْسِيّ وَحَيَوَان شَيْطَانًا ٢٩.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول أن الكل صَحِيح فِي الْمَعْنَى ٣٠.
* تأويل قوله: (الرَّجِيمِ).
الرجيم : فَعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كَفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهين، ورجل لَعينٌ، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون٣١.
وله ثلاثة معان
• الأول : الرمي، وهو أصحها، فـ[ أصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه وسلامه :( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ ) ( مريم: ٤٦) ] ٣٢، ومن الرجم بالفعل قول قوم نوح قوله تعالى: ( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ)(الشعراء: من الآية١١٦) ٣٣
• الثاني : الملعون والمشتوم :[ وكل مشتوم بقولٍ رديء أو سبٍّ فهو مَرْجُوم ]٣٤.