ثم اكد توبيخهم والتقريع عليهم بقوله :
﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ؟ ﴾
فما لهم عن التذكير بالقرآنِ والعظة به منصرفين، كأنهم حميرٌ فرَّت من اسدٍ يطاردُها ليفترسَها.
ثم بين انهم بلغوا في العناد حداً لا يتقبله عقل، فقال :
﴿ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امرىء مِّنْهُمْ أَن يؤتى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً ﴾
فكل واحدٍ منهم يريد ان ينزِلَ عليه كتابٌ مفتوح من السماء. وكانوا يقولون : إن كان محمد صادقاً فليصبحْ عندَ رأسِ كل واحدٍ منا صحيفةٌ فيها براءة من النار ( كلا ) : زجرٌ وتوبيخٌ على اقتراحهم لتلك الصحف، ﴿ بَل لاَّ يَخَافُونَ الآخرة ﴾ لانهم لم يؤمنوا بها. ﴿ كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴾ حقا ان القرآن تذكرة بليغة ك افية، فمن شاء ان يذكره ولا ينساه فعل.
وما يذكرون الا بمشيئة الله، هو أهل لأن يتقى، وأهل لان يغفر لمن اتقاه.. بابه مفتوح دائما. والحمد لله رب العالمين.
قراءات :
قرأ الجمهور : اذا دبر اذا بالف بعد الذال، ودبر بوزن ضرب. وقرأ نافع وحمزة وحفص : اذ ادبر، اذ بسكون الذال، وأدبر بوزن أكرم. ودبر وأدبر لغتان.


الصفحة التالية
Icon