الكوثر : الخير الكثير، ونهرٌ في الجنة. شانئك : مُبغِضَك. يقال : شَنَأ يَشْنأ. شَنْئاً، وشَنَآنا : أبغَضَ. واسمُ الفاعل شانئ. والمؤنث شانئة. الأبتر : المنقطع عن كل خير.
﴿ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الكوثر ﴾
الخطابُ للرسول الكريم جاءَ تسليةً عمّا يلاقيه من أذى وأنّ العاقبة له. لقد أعطيناك يا محمدُ الخيرَ الكثيرَ من النبوّة والدينِ والحقّ والعدْلِ وكلّ ما فيه سعادة الدنيا والآخرة.
﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر ﴾
أقدِم على الصّلاةِ لربّك شُكراً له على ما أعطاك، وانحَرِ الإبلَ ليأكلَ منها الفقيرُ والمسكين.
ثم بعد ان بشّره بهذا الخير الكثير، وطالَبَه بالشّكر عليه - زاد في البُشْرى بأنّ كلّ من يُبغِضُه ويَكيدُ له مُنْقَطِعون مَبْتُورون. وقد كانَ ذلك.
﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر ﴾
إن مُبْغِضَك يا محمد هو المنقطعُ عن كل خير. وقد حقق اللهُ له ذلكَ فانقطعَ ذِكر كلّ المشرِكين من العَرب وغيرِهم، فيما بقيَ ذِكره خالداً في العالمين.