﴿وَمن عِنْده لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَته وَلَا يستحسرون (١٩) يسبحون اللَّيْل وَالنَّهَار لَا يفترون (٢٠) أم اتَّخذُوا آلِهَة من الأَرْض هم ينشرون (٢١) لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله﴾
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَله من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض﴾ أَي: من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض عبيدا وملكا.
وَقَوله: ﴿وَمن عِنْده﴾ أَي: الْمَلَائِكَة.
وَقَوله: ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَته﴾. أَي: لَا يتعظمون عَن عِبَادَته، وَذكر ابْن فَارس فِي تَفْسِيره فِي خبر: أَن الله تَعَالَى لما اسْتَوَى على عَرْشه، سجد ملك فَلَا يرفع رَأسه من السُّجُود إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، فَإِذا رفع رَأسه يَوْم الْقِيَامَة قَالَ: سُبْحَانَكَ، مَا عبدتك حق عبادتك غير أَنِّي لم أشرك بك، وَلم أَتَّخِذ لَك ندا.
وَقَوله: ﴿وَلَا يستحسرون﴾ أَي: لَا يعيون، يُقَال: دَابَّة حسيرة إِذا كَانَت عيية، قَالَ كَعْب الْأَحْبَار: التَّسْبِيح لَهُم كالتنفس لبني آدم.
قَوْله تَعَالَى: ﴿يسبحون اللَّيْل وَالنَّهَار لَا يفترون﴾ يَعْنِي: يسبحون دَائِما، لَا يضعفون وَلَا يفنون، وَاعْلَم أَنه لَيْسَ عِنْد الْمَلَائِكَة ليل وَلَا نَهَار؛ وَإِنَّمَا المُرَاد بِذكر اللَّيْل وَالنَّهَار هَاهُنَا: هُوَ الدَّوَام على التَّسْبِيح.
قَوْله تَعَالَى: ﴿أم اتَّخذُوا آلِهَة من الأَرْض هم ينشرون﴾ معنى قَوْله: ﴿من الأَرْض﴾ أَي: من الْخشب وَالْحِجَارَة، (وَقد كَانَت عَامَّة أصنام الْمُشْركين من الْخشب وَالْحِجَارَة)، وهما من الأَرْض.
وَقَوله: ﴿هم ينشرون﴾ أَي: يحيون، وَلَا يسْتَحق الإلهية إِلَّا من يقدر على الْإِحْيَاء والإيجاد من الْعَدَم؛ لِأَنَّهُ الإنعام بأبلغ وُجُوه النعم، وَهَذَا لَا يَلِيق بِوَصْف الْبشر وكل مُحدث. وأنشدوا للأعشى فِي الانتشار:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
(لَو أسندت مَيتا إِلَى نحرها عَاشَ وَلم ينْقل إِلَى قابر)
(حَتَّى يَقُول النَّاس مِمَّا رَأَوْا أيا عجبا للْمَيت الناشر)