﴿وَلَقَد استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا مِنْهُم مَا كَانُوا بِهِ يستهزءون (٤١) قل من يكلؤكم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار من الرَّحْمَن بل هم عَن ذكر رَبهم معرضون (٤٢) أم لَهُم آلِهَة تمنعهم من دُوننَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نصر أنفسهم وَلَا هم منا يصحبون (٤٣) بل متعنَا هَؤُلَاءِ وآباءهم حَتَّى طَال عَلَيْهِم الْعُمر أَفلا يرَوْنَ أَنا نأتي الأَرْض ننقصها من أطرافها﴾
وَقَوله: ﴿فحاق بالذين سخروا مِنْهُم﴾ أَي: نزل بالذين سخروا مِنْهُم. ﴿مَا كَانُوا بِهِ يستهزئون﴾ أَي: جَزَاء استهزائهم.
وَقَوله تَعَالَى: ﴿قل من يكلؤكم﴾ أَي: يحفظكم. قَالَ الشَّاعِر:

(إِن سليمى فَالله يكلؤها ضنت بِشَيْء مَا كَانَ يرزؤها)
وَقَوله: ﴿بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار من الرَّحْمَن﴾ أَي: من عَذَاب الرَّحْمَن، وَالله تَعَالَى يحفظ الْعباد من عَذَاب نَفسه.
وَقَوله: ﴿بل هم عَن ذكر رَبهم معرضون﴾ ظَاهر الْمَعْنى.
قَوْله تَعَالَى: ﴿أم لَهُم آلِهَة تمنعهم من دُوننَا﴾ أَي: تمنع الْعَذَاب عَنْهُم من دُوننَا.
وَقَوله: ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ نصر أنفسهم﴾ أَي: منع أنفسهم.
وَقَوله: ﴿وَلَا هم منا يصحبون﴾ أَي: يجارون، يُقَال: أجارك الله أَي: حفظك، وَتقول الْعَرَب: صحبك الله أَي: حفظك ونصرك، وَقد قيل: يصحبون أَي: ينْصرُونَ.
قَوْله تَعَالَى: ﴿بل متعنَا هَؤُلَاءِ وآباءهم﴾ أَي: أملينا وأمهلنا، وَيُقَال: متعنَا أَي: أعطيناهم النِّعْمَة.
وَقَوله: ﴿حَتَّى طَال عَلَيْهِم الْعُمر﴾ أَي: امْتَدَّ بهم الزَّمَان.
وَقَوله: ﴿أَفلا يرَوْنَ أَنا نأتي الأَرْض ننقصها من أطرافها﴾ الْأَكْثَرُونَ: أَن هَذَا هُوَ ظُهُور النَّبِي، وفتحه ديار الشّرك أَرضًا أَرضًا وبلدة بَلْدَة، وَالدَّلِيل على صِحَة هَذَا


الصفحة التالية
Icon