﴿دَائِرَة السوء وَغَضب الله عَلَيْهِم ولعنهم وَأعد لَهُم جَهَنَّم وَسَاءَتْ مصيرا (٦) وَللَّه جنود السَّمَوَات وَالْأَرْض وَكَانَ الله عَزِيزًا حكيما (٧) إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا (٨) لتؤمنوا بِاللَّه وَرَسُوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرَة وَأَصِيلا (٩) ﴾
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَللَّه جنود السَّمَوَات وَالْأَرْض﴾ فِي التَّفْسِير: أَن الْمُنَافِقين قَالُوا: وَمَا يُغني عَن مُحَمَّد أَصْحَابه؟ وَلَئِن ظفر بقَوْمه فَكيف يظفر بِجَمِيعِ الْعَرَب وكسرى وَقَيْصَر؟ مَا وعد مُحَمَّد أَصْحَابه إِلَّا الْغرُور، فَأنْزل الله تَعَالَى قَوْله: ﴿وَللَّه جنود السَّمَوَات وَالْأَرْض﴾ وَمَعْنَاهُ: أَن الظفر من قبلي، والجنود كلهَا لي، فَمن شِئْت أَن أنصره لم يعسر ذَلِك عَليّ، قل أعداؤه أَو كثر.
وَقَوله: ﴿وَكَانَ الله عَزِيزًا حكيما﴾ منيعا فِي النَّصْر، حكيما فِي التَّدْبِير.
وَقَوله تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا﴾ أَي: شَاهدا على أمتك يَوْم الْقِيَامَة. وَيُقَال: شَاهدا بتبليغ الْأَمر وَالنَّهْي.
وَقَوله: ﴿وَمُبشرا﴾ أَي: مبشرا للمطيعين.
وَقَوله: ﴿وَنَذِيرا﴾ أَي: مخوفا للعاصين.
وَقَوله: ﴿لتؤمنوا بِاللَّه وَرَسُوله﴾ أَي: لكَي تؤمنوا أَيهَا النَّاس بِاللَّه وَرَسُوله.
وَقَوله: ﴿وتعزروه﴾ أَي: تعظموه، وَقُرِئَ فِي الشاذ: " وتعززوه " أَي: تقدمُوا بِمَا يكون عزا لَهُ.
وَقَوله: ﴿وتوقروه﴾ أَي: تفخموه وتبجلوه، وَيُقَال: وتعذروه مَعْنَاهُ: [تنصروه] بِالسَّيْفِ، وَهُوَ القَوْل الْمَعْرُوف، فَإِن قَالَ قَائِل: فَإلَى من ترجع الْهَاء؟ وَالْجَوَاب من وَجْهَيْن أَحدهمَا: أَنَّهَا رَاجِعَة إِلَى الرَّسُول، وَالثَّانِي: أَنَّهَا رَاجِعَة إِلَى الله تَعَالَى.


الصفحة التالية
Icon