﴿لوط (١٣) وَأَصْحَاب الأيكة وَقوم تبع كل كذب الرُّسُل فَحق وَعِيد (١٤) أفعيينا بالخلق الأول بل هم فِي لبس من خلق جَدِيد (١٥) وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان ونعلم مَا﴾
وَعَن بَعضهم: أَن فِرْعَوْن كَانَ رجلا أعجميا من أهل اصطخر فَارس، ذكره أَبُو الْحُسَيْن بن فَارس فِي تَفْسِيره، وَذكر فِيهِ أَنه عَاشَ مِائَتَيْنِ وَعشْرين سنة لم يؤذه شَيْء، وَدعَاهُ مُوسَى ثَمَانِينَ سنة، ثمَّ أغرقه الله فَجَمِيع مُدَّة ملكه ثلثمِائة سنة،
وَقَوله: ﴿واصحاب الأيكة﴾ وَقُرِئَ: " ليكة " فِي مَوضِع آخر، فليكة اسْم الْقرْيَة، والأيكة أسم الاناحية مثل: (بكة) وَمَكَّة.
وَقَوله: ﴿وَقوم تبع﴾ فِي التَّفْسِير: أَن تبع اِسْعَدْ بن لمكيكرب، وكنيته أَبُو كرب. وَفِي الْقِصَّة: أَنه خرج من الْيمن غازيا سائحا فِي الأَرْض وَمَعَهُ جَيش عَظِيم، وَهُوَ أول من حير الْحيرَة أَي: بناها مر بِبِلَاد الْعَجم حَتَّى أَتَى سَمَرْقَنْد [وهدمها]. وَيُقَال: إِن الَّذِي هدم سَمَرْقَنْد هُوَ شمر. وَمِنْه سَمَرْقَنْد أَي: شمر كِنْدَة، وَهُوَ من مُلُوك الْيمن أَيْضا، ولتبع ابْن يُقَال لَهُ: حسان بن تبع، وَكَانَ فيهم من غزا الصين وأسكن ثمَّ قوما من الْعَرَب، فَيُقَال: أَن " التبت " مِنْهُم، وهم على خلقَة الْعَرَب نحاف سمر.
وَقد روينَا أَن النَّبِي قَالَ: " لَا تسبوا تبعا؛ فَإِنَّهُ كَانَ قد أسلم ". وَقد دلّ على هَذَا قَوْله هَاهُنَا: ﴿وَقوم تبع﴾ وَلم يذكرهُ بَينهم.
وَقَوله: ﴿كل كذب الرُّسُل فَحق وَعِيد﴾ أَي: حق عَلَيْهِم وعيدي وعذابي.
قَوْله تَعَالَى: ﴿أفعيينا بالخلق الأول﴾ وَجَوَابه مَحْذُوف، وَمَعْنَاهُ: أفعيينا بالخلق الأول فنعيا بالخلق الثَّانِي أَي: عسر علينا ذَلِك فيعسر علينا هَذَا، وَيُقَال: عيي فلَان بِالْأَمر إِذا عجز عَنهُ.