﴿ فَلَمَّا جَآَءَ ﴾ رسلها، أو هداياها ﴿ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ ﴾ أمر الشياطين فموهوا لبِن المدينة وحيطانها بالذهب والفضة وبعثت إليه بعصا كان يتوارثها ملوك حمير، وطلبت أن يميز أعلاها من أسفلها، ويقدح التمست أن يملأه ماء فريداً لا من الأرض ولا من السماء وبخرزتين ليثقب أحدهما وليدخل في ثقب الأخرى خيطاً وكان ثقبها أعوج فلما جاء رسلها وكانوا رجالاً أو نساء قال ﴿ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَآ ءَاتَانِ اللَّهُ ﴾ من النبوة والملك ﴿ خَيْرٌ مِّمَّآ ءَاتَاكُم ﴾ من المال. ثم ميز الجواري من الغلمان وأرسل العصا إلى الهواء وقال أي الرأسين سبق إلى الأرض فهو أسفلها وأجريت الخيل حتى عرقت فملأ القدح من عرقها، وثقب إحدى الخرزتين وأدخل الخيط في الأخرى فهال الرسل ما شاهدوه منه.