﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ ﴾ كان بين الأوس والخزرج قتال بالنعال والسعف ونحوه على عهد الرسول ﷺ فنزلت، أو اختصم اثنان منهم في حق فقال أحدهما لآخذنه عنوة لكثرة عشيرته فدعاه الآخر إلى المحاكمة إلى الرسول ﷺ فأبى لم يزل الأمر حتى نال بعضهم بعضاً بالأيدي والنعال فنزلت، أو كان لرجل منهم امرأة فأرادت زيارة أهلها فمنعها زوجها وجعلها في علية لا يدخل عليها أحد من أهلها فأرسلت إلى أهلها وجاءوا فأنزلوها لينطلقوا بها فاستعان زوجها بعصبته فجاءوا ليحولوا بينها وبين عصبتها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت، أو مر الرسول ﷺ بابن أُبي فوقف عليه فراث حماره فأمسك ابن أُبي أنفه وقال إليك حمارك فغضب ابن رواحة وقال أتقول هذا لحمار رسول الله صلى عليه وسلم فوالله لهو أطيب ريحاً منك ومن أبيك فغضب لكل واحد منهما قومه حتى اقتتلوا بالأيدي والنعال فنزلت فأصلح الرسول ﷺ ما ﴿ الَّتِى تَبْغِى ﴾ بالتعدي في القتال، أو ترك الصلح، البغي التعدي بالقوة إلى طلب ما لا يستحق ﴿ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ﴾ كتابه وسنة رسوله ﷺ، أو الصلح الذي أمر به ﴿ بِالْعَدْلِ ﴾ بالحق أو كتاب الله ﴿ الْمُقْسِطِينَ ﴾ ذوو العدل في أقوالهم وأفعالهم.


الصفحة التالية
Icon