##( ج١- ص٦٠٥ )# ودهم وأول من عانق خليل الرحمن فإنه خرج يوما يرتاد لماشيته في جبال من جبال بيت المقدس إذ سمع صوت مقدس يقدس الله تعالى فذهل عما كان يطلب فقصد قصد الصوت فإذا هو بشيخ طوله ثمانية عشر ذراعا أهلب يوحد الله عز وجل فقال له إبراهيم : يا شيخ من ربك قال : الذي في السماء # قال : من رب الأرض قال : الذي في السماء # قال : فيها رب غيره قال : ما فيها رب غيره لا إله إلا هو وحده # قال إبراهيم : فأين قبلتك قال : إلى الكعبة # فسأله عن طعامه فقال : أجمع من هذه الثمرة في الصيف فآكله في الشتاء # قال : هل بقي معك أحد من قومك قال : لا # قال : أين منزلك قال : تلك المغارة # قال : اعبر بنا إلى بيتك # قال : بيني وبينها واد لا يخاض # قال : فكيف تعبره فقال : أمشي عليه ذاهبا وأمشي عليه عائدا # قال : فانطلق بنا فافعل الذي ذلله لك يذلله لي #
فانطلقا حتى انتهيا فمشيا جميعا عليه كل واحد منهما يعجب من صاحبه فلما دخلا المغارة فإذا بقبلته قبلة إبراهيم قال له إبراهيم : أي يوم خلق الله أشد قال الشيخ : ذلك اليوم الذي يضع كرسيه للحساب يوم تسعر جهنم لا يبقى ملك مقرب و لانبي مرسل إلا خر يهمه نفسه # قال له إبراهيم : ادع الله يا شيخ أن يؤمني وإياك من هول ذلك اليوم # قال الشيخ : وما


الصفحة التالية
Icon