هذه جملةٌ من الآداب التي تضبط تعامل المجتمع المسلم مع الجهة المشرِّعة ومع شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغم ما في بعض هذه الآداب من خصوصياتٍ متعلقة بالنبي ﷺ إلا أنها تحدد للمجتمع المسلم إطاراً أدبياً وسلوكياً يضبط التعامل مع رموز السلطة الإسلامية بما يحفظ للدولة الإسلامية هيبتها، فنحن إذا نظرنا إلى اجتماع دور النبوة ودور القيادة في شخص النبي ﷺ تبين لنا أن لأئمة وحكام الأمة الشرعيين نصيب من هذه الآداب باعتبار جهة القيادة والإمامة التي هي موضوعة – كما قال الإمام الماوردي – لخلافة النبوة في حماية الدين وسياسة الدنيا به(١)، وإنما ذكرت هذا لئلا يتوهم أو يوهم البعض بأن هذه الآيات والآداب قد طويت في سياقها التاريخي ولم يعد لها أثرٌ ملزم بعد وفاة النبي ﷺ وقد بينَّا في ثنايا الكلام المتقدم نقيض هذه الأوهام فلله الحمد وعليه التكلان.
المطلب الثاني : آداب السياسة الشرعية :