وهنا جملة من الضوابط التي يجب أن تتحلى بها القيادة الإسلامية مما يدور في فلك السياسة الشرعية ولكنه لصيق الصلة بمنظومة الأخلاق والسلوك الاجتماعي لأن مداره على التفاعل مع المجتمع والتعامل مع ما يرد عليه من أخبار وما يطرأ عليه من أحداث. وتتمثل هذه الضوابط في الآيات الخمس التالية من هذه السورة الكريمة، قال تعالى :" يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعَنِتُّم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكرَّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون. فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم. وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين. إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"(١)
فالقيادة المسلمة تجد نفسها أمام التزام أخلاقي يفرض عليها التريث والتحقق قبل اتخاذ القرارات وعدم الجري وراء كل شائعة وشاردة وواردة، وإلا فإنها قد تدفع بالمجتمع المسلم إلى العنت والمشقة، كما قال تعالى:" لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتّم"(٢)، كما أنها أمام التزام أخلاقي يفرض عليها الحفاظ على رباط الأخوة الإيمانية في نفس الوقت الذي تدعم فيه أركان الأمن السياسي في الأمة المسلمة، ولنستعرض مقومات هذه المنظومة في ضوء هذه الآيات الكريمات:
أولاً: التثبت في الأخبار :
(٢) سورة الحجرات – آية ٧