وهنا نكتةٌ دقيقة وهي أن أمر الله تعالى بالتبين والتثبت في خبر الفاسق يدل على عدم إهمال خبر الفاسق مطلقاً في نفس الوقت الذي لا يعتمد عليه بثقة مطلقة(١)، فلا يقال : خبر فاسق لا يؤبه له، إذ ربما فوَّت ذلك على الأمة مصلحة ما قد تكون حقيقية في نفس الأمر، وقد ضبطت الآية الهدف من التبين وعللته بالحذر من الوقوع في المفاسد ومنها إصابة قوم من المسلمين بجهالة وما يترتب على ذلك من ندم.
ثانياً: الإصلاح بين المؤمنين:
إن المجتمع الإسلامي لا يخرج عن طبيعته البشرية التي قد تدفع به أحياناً إلى بعض المواقف التي تحيد بأفراده عن الجادة، فتوقع الضغائن والشحناء مع ما يترتب على ذلك من خصومة وشجار وربما قتال في بعض الأحيان؛ وتأمل معي حديث أنس رضي الله عنه قال :

(١) قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله – عبد الرحمن حبنكة الميداني - ٥٨٥


الصفحة التالية
Icon